أثر برس

من يقف خلف تحديد أهداف الضربات “الإسرائيلية” في سوريا؟

by Athr Press G

خاص|| أثر برس ما تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي مستمرة في تنفيذ اعتداءاتها بين الفينة والأخرى باتجاه الأراضي السورية، مستغلة ظروف الحرب القاسية التي تعيشها سوريا منذ نحو /10/ سنوات.

الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، شهدت ارتفاعاً كبيراً في وتيرتها خلال العامين الماضيين، وسط تعمّدها استهداف نقاط محددة في أرياف دمشق وحمص وحلب على وجه الخصوص لا التحديد، إلا أن الآونة الأخيرة شهدت تصعيداً أكبر من قبل قوات الكيان، والحديث هنا عن الاعتداءات التي استهدفت ميناء اللاذقية.

وفي ظل تلك الاعتداءات المتلاحقة التي غالباً ما كانت تترافق مع تصريحات إسرائيلية تشير إلى أن الضربات تستهدف مواقعاً للقوات الإيرانية والقوى الرديفة لها في سوريا، كثر الحديث والجدل في الشارع السوري حول كيفية تحديد النقاط التي يتم استهدافها على الأراضي السورية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وهوية الجهة التي تقف خلف تلك المهمة.

وجول هذا الموضوع، كشف المحلل السياسي والعسكري “فادي إسماعيل” لـ “أثر”، مسؤولية جهاز مخابراتي تركي يدعى “جهاز الاستخبارات التركي الملّي” الملقب اختصاراً بجهاز “الميت (MIT)”، عن تقديم المعلومات للاستخبارات الإسرائيلية “الموساد” حول الأهداف التي تم الاعتداء عليها في سوريا، إضافة إلى بنك من الأهداف المستقبلية ليصار إلى ضربها في مراحل لاحقة.

وقال إسماعيل بناءً على معلومات لديه موثوقة الصحة، بأن جهاز “الميت” يعمل بشكل مستمر على رصد مواقع عسكرية حيوية وخاصة في الأجزاء الشمالية والوسطى في سوريا، ويعمل على إرسال الأهداف تباعاً إلى “الموساد” لمساعدة الطائرات الإسرائيلية على تنفيذ اعتداءاتها نحو تلك المواقع، منوهاً بأن “الميت” يعمل وفق تنسيق مستمر مع جهاز الاستخبارات البريطاني “SIS” و”الموساد” وبالاعتماد على مجموعة من العملاء التابعين لجماعة “الإخوان المسلمين”، الذين تم تجنيدهم للعمل مع باقي الجماعات المتطرفة في سوريا.

ويرى “إسماعيل” بأن التعاون “التركي- الإسرائيلي” حول مسألة الاعتداءات على الأراضي السورية ليس بالأمر الغريب، كونه يحمل معه سلةً من الأهداف لكلا الطرفين: “في مقدمتها ضرب المقاومة عبر تركيز توجيه الضربات لداعمها الإيراني المتواجد بشكل شرعي على الأراضي السورية لناحية العمل الاستشاري وتقديم الخبرات اللازمة التي تسهم في التخفيف من آثار الحرب السورية، وبالتالي فإن تل أبيب وأنقرة تسعيان بشكل دؤوب للضغط بشكل أكبر على الجانب الإيراني لإخراجه من سوريا التي تعدّ امتداداً رئيسياً لمحور المقاومة في لبنان”.

المحلل السياسي والعسكري أوضح لـ “أثر”، بأن من ضمن المكاسب التي تسعى “أنقرة” و”تل أبيب” إليها من خلال الاعتداءات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية، يتمحور حول تسويق نظرية الدور الروسي في التغاضي عن تلك الضربات رغم علمه المسبق بتوقيتها وأهدافها، أمام الرأي العام بغية الترويج لفكرة وجود صراعات “روسية- إيرانية” في المنطقة، بالاعتماد على ضخ إعلامي كبير يترافق مع حملات منظمة عبر بعض المواقع وصفحات التواصل الاجتماعي المعارضة، بعد كل اعتداء إسرائيلي يُنفّذ باتجاه سوريا، وفق ما تحدث به “إسماعيل”.

واختتم “إسماعيل” حديثه بالإشارة إلى أن التفكير بوجود صراعات “روسية- إيرانية”، هو تفكير سطحي وساذج وبعيد عن الواقع، مؤكداً أنه أمرٌ مستبعد سياسياً وعسكرياً: “خاصة وأن الحديث هو عن دولتين لا يختلف اثنان على دورهما الإيجابي الكبير الذي قدماه بشكل شرعي تماماً خلال سنوات الحرب على سوريا”.

زاهر طحان – حلب

اقرأ أيضاً