أثر برس

مناورات واشنطن السياسية في منطقة شرق الفرات السوري

by Athr Press Z

بعدما أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” القضاء على تنظيم “داعش” ازداد الغموض الذي يخيم على السياسة الأمريكية وتوجهاتها في المرحلة المقبلة، خصوصاً في ظل ازدياد حديث المسؤولين السوريين عن عزمهم على استعادة جميع الأراضي السورية وإخراج جميع القوات الأجنبية التي تتواجد بشكل لا شرعي فيها، حيث لا تقدم الإدراة الأمريكية إلى الآن أي رؤية واضحة حول مستقبل وجودها في الأراضي السورية، ولا حول كيفية تعاملها مع حالة العداء الموجود بين حلفاءها المتمثلين بالأكراد وتركيا، ومع جميع هذه الملفات جدير بالذكر أن مسلحي “داعش” يواصلون شن هجماتهم في مناطق شرق الفرات بالرغم من إعلان القضاء عليهم. 

وبالنسبة لموضوع استمرار هجمات “داعش” بالرغم من إعلان القضاء عليه بشكل كامل قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية:

“القادة الغربيون كالعادة يقترحون أموراً لن تؤثر إلا قليلاً على قدرات التنظيم مثل محاولة الحد من انتشاره على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنهم يبتعدون عن القرارات المؤثرة في اجتثاث التنظيم”.

وتناولت صحيفة “ملليت” التركية الهدف من الكيان الكردي الذي تحرص واشنطن على إنشاؤه شرق الفرات، فورد فيها:

“الكيان الذي تنشئه الولايات المتحدة في شرق الفرات له أدوار مختلفة ومعقدة ومتناقضة مع بعضها البعض، وعلاوة على ذلك، من المعروف أن هناك اختلافات سياسية داخل الإدارة الأمريكية، وصمت “بي كي كي” بخصوص سورية يعني أنه يرى فرصاً جديدة”.

أما صحيفة “رأي اليوم” اللندنية فتناولت المشهد بشكل عام، حيث قالت:

“الملف السوري يعود إلى الواجهة مجدّداً، وإخراج جميع القوات الأجنبيّة التي تتواجد بشكل غير شرعيّ على أرض سورية (أمريكيّة، بريطانيّة، فرنسيّة، وتركيُة) حسب ما جاء في تصريحات الدكتور الجعفري، والسؤال الذي يطرح نفسه هو أين ستكون ‏الأولويّة في المعركة المقبلة، استعادة شرق الفرات حيث احتياطات النّفط والغاز السوريّة، ممّا يعني مواجهة قوات سوريا الديمقراطيّة وداعميها الأمريكيين، أم استعادة إدلب.. وحديث الرئيس بوتين عن عدم ملائمة الوقت لشنّ هُجومٍ شامِلٍ على إدلب قد يُوحي، إلينا على الأقل، بأنّ الأولويُة قد تكون لاستعادة شرق الفُرات السوري”.

الولايات المتحدة لن تتخلى بسهولة عن منطقة استراتيجية مثل أراضي شرق الفرات السورية، الغنية بالثروات النفطية وذات الموقع الجغرافي والحيوي المهم، كما أنه ليس من صالحها إنهاء ورقة تنظيم “داعش” بشكل كامل حتى تبرر وجودها في تلك المنطقة، ما يبرر تركيزها في المرحلة الحالية على تنظيم صفوف “قوات سوريا الديمقراطية” والقضاء على الخلافات القائمة داخل “قسد” وذلك في ظل التصعيد الذي يظهر في لهجة المسؤولين السوريين وحلفاءهم حول منطقة شرق الفرات وضرورة استعادتها.

اقرأ أيضاً