أثر برس

“منطقة آمنة” جنوبي سوريا بين النفي الأردني والتحركات العسكرية الأمريكية

by Athr Press Z

بالرغم من نفي الأردن للأنباء التي تُشاع حول إنشاء “منطقة آمنة” عند الحدود السورية-الأردنية، تنتشر التحليلات حول إمكانية إنشاء هذا المشروع وسبب الحديث عنه في هذا التوقيت.

ففي 6 تموز الجاري نشرت وسائل إعلام أردنية تقارير تفيد بأن إنشاء منطقة آمنة على طول الحدود السورية-الأردنية وبعمق 35كم بات وشيكاً، لتنقل وكالة “عمون” الأردنية بعد يوم واحد عن مصدر أردني رسمي نفيه القاطع لهذا المشروع مؤكداً أنه لا توجد أي أحاديث حول إنشاء “منطقة آمنة” وأن الأردن لا يفكر بإنشائها.

فيما تزامن هذا الحديث مع بعض التطورات وأبرزها زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الشرق الأوسط، إلى جانب الحديث عن تدريبات عسكرية قامت بها القوات الأمريكية في التنف جنوبي سوريا لعناصر فصيل “مغاوير الثورة” وبهذا الصدد، جاء في موقع “المدن” المعارض:

“على الرغم من أن التحركات الميدانية والتدريبات العسكرية التي أجرتها القوات الأمريكية باستخدام أسلحة نوعية متطورة مع فصيل مغاوير الثورة في منطقة التنف الاستراتيجية وتزويد الفصيل براجمات الصواريخ من نوع هايمرز المتطورة والتي يصل مداها الى 300 كم، ربما تكون إحدى إرهاصات إنشاء المنطقة الآمنة، إلا أن كل المعطيات تشير إلى أن إمكانية فشل إقامة المنطقة الآمنة راجحة على إمكانية نجاحها، بالإضافة إلى رفض الدولة السورية وعدم جديّة الموقف الأمريكي”، وأشار الموقع في مقاله إلى الصعوبات التي تواجه هذا المشروع، حيث قال: “المنطقة الآمنة التي لا يمكن إنشاؤها إلا بتوافق دولي، بالإضافة إلى اعتبارات كثيرة يجب أخذها بالحسبان، ومنها الصعوبات الكبيرة التي تواجه إنشاء هذه المنطقة، وفي مقدمتها أن المنطقة الآمنة تحتاج إلى تدخل عسكري، وبالتالي، هل لدى الأردن والدول الحليفة له القدرة على اتخاذ هذه الخطوة فضلاً عن تحمل نتائجها؟ إضافة إلى أن إقامة منطقة آمنة تحتاج الى التنسيق مع الدولة السورية حول كيفية تأمين ممرات لهذه المنطقة، فهل من الممكن التفاهم في حال رفضت الدولة السورية”.

أما بخصوص التوقيت الذي تم فيه فتح هذا الملف، قال المحلل السياسي الروسي رامي الشاعر، في مقال له بصحيفة “رأي اليوم“: “أعتقد أن هذا الخبر، على الرغم من انتشاره الواسع نسبياً، ليس سوى اجتهادات ومحاولات مكثفة من قبل المستشارين في إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، للتحضير لزيارته إلى الشرق الأوسط، ومحاولة إكسابها أي قدر من الأهمية وأي مجموعة من الأهداف”، مشيراً إلى أنه “بشأن تفاصيل إدارة هذه المنطقة يقول الخبر أن الحل الذي طرحته روسيا، قبل السيطرة على الجنوب السوري، سيعود بسيطرة أبناء الجنوب على المنطقة، وإدارة معبر نصيب الحدودي من قبل القوات النظامية، وهو ما اقترحته موسكو أواخر العام 2017، ورفضته المعارضة السورية حينها”.

فيما اعتبرت صحيفة “الشرق الأوسط” أن الحديث عن “منطقة آمنة” جنوبي سوريا، هو واحد من الحروب الديبلوماسية والعسكرية التي تعيشها سوريا مؤخراً، وذلك في مقال نشرته بعنوان “سوريا.. حروب صغيرة ومعارك كبيرة” خلصت خلاله إلى أنه “لا شك في أن تغييراً سيحصل عاجلاً أم آجلاً في نقطة أو أخرى، وأن حرباً صغرى ستشتغل في ساحة أو أخرى، وأن نصراً هنا سيعانق هزيمة هناك، لكن أغلب الظن، أن معركة العيش استقرت على انهيارات ومعادلات يحتاج حلها وتفكيكها إلى سنوات وسنوات من الخطوات والتفاهمات والحياكات للخروج من الليل الطويل”.

يشير الخبراء إلى أن الحديث عن “منطقة آمنة” جنوبي سوريا، هو مشروع يهدف بالدرجة الأولى إلى حماية “أمن إسرائيل” عبر عزل الأراضي المحتلة قدر الإمكان عن مناطق تحت سيطرة الدولة السورية، لافتين في الوقت ذاته إلى أن كافة الدول العربية تعمل خلال هذه المرحلة على إعادة ترتيب تحالفاتها ورسم سياساتها الخارجية، مشيرين إلى أن هذه الدول ليست بوارد الدخول بمشاريع أمنية خارجية في هذه المرحلة.

أثر برس 

اقرأ أيضاً