في ظل الظرف الكارثي الذي تمر به كل من سوريا وتركيا بعد زلزال الـ7.7 ريختر الذي ضرب المنطقة، أكدت عدد من المنظمات الأممية إلى ضرورة تجاوز العقوبات الأمريكية وعدم تسييس المساعدات الإنسانية، وأكد مفوض الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية، جانيز لينارتشيتش، أن “سوريا طلبت كل شيء من مساعدات البحث والإنقاذ إلى الأدوية والغذاء”.
وفي هذا الصدد، طلب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، من الدول الأوروبية إرسال المساعدات إلى سوريا، مؤكداً أن “إرسالها الآن من أوروبا ليس في حاجة إلى طلب وبيروقراطية (إدارية)، فالمساعدات الإنسانية لا تخضع للعقوبات، وفق القوانين الدولية، لذا لا داعي للتذرع بذلك” مشدداً في الوقت نفسه أن “الدولة السورية مستعدّة للسماح بدخول المساعدات لكل المناطق، شرط ألّا تصل إلى الجماعات المسلحة الإرهابية”.
وقال رئيس منظمة الهلال الأحمر السوري خالد حبوباتي، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر المنظمة في دمشق: “أناشد جميع بلدان الاتحاد الأوروبي رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا”، مضيفاً “آن الآوان بعد هذا الزلزال لفعل ذلك، رجاءً أوقفوا وأرفعوا العقوبات الاقتصادية” مشدداً في الوقت ذاته أن “الهلال الأحمر السوري مستعد لإيصال المساعدات الإنسانية إلى كافة المناطق المتضررة والخارجة عن سيطرة الدولة السورية”.
بدوره قال المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا المصطفى بن المليح: “ندائي هو ضعوا السياسة جانباً ودعونا نقوم بعملنا الإنساني”، مشدداً على أنه “لا يمكننا تحمل الانتظار والتفاوض في الوقت الذي نتفاوض فيه، يكون قُضي الأمر” وفقاً لما نقلته وكالة “فرانس برس”.
وقال وكيل الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر لتنمية المجتمع الوطني وتنسيق العمليات كزافييه كاستيلانوس: “إن كل دقيقة مهمة”، مضيفاً أن “الظروف المعيشية الهشة ولاسيما في سوريا، تفاقم من الكارثة، داعياً إلى توحيد القوى والجهود للمساعدة”.
وأضاف أن “الهزات الارتدادية وظروف الشتاء القاسية والأضرار التي لحقت بالطرق والكهرباء والاتصالات والبنى التحتية الأخرى لا تزال تعرقل الوصول وعمليات البحث والإنقاذ الأخرى”.
وحول الرد الأمريكي على هذه المناشدات أكدت الخارجية الأمريكية في بيان لها أمس الأربعاء، أنها ما تزال لديها بعض التحفظات بإرسال المساعدات إلى مناطق سيطرة الدولة السورية، مؤكداً أن بلاده لن ترسل المساعدات الإنسانية إلا إلى منظمات غير حكومية في سوريا وبهذا يكون وصول المساعدات إلى المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السورية فقط.
ويستمر عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب سوريا يوم الإثنين 6 شباط الجاري، بالارتفاع وسط الحديث عن استمرار وجود أشخاص تحت الأنقاض من دون معرفة إن كانوا ما يزالون على قيد الحياة أم لا.
يشار إلى أن سوريا شهدت مؤخراً عدداً من المبادرات الأهلية من قبل عدة محافظات إلى جانب بعض الدول التي أرسلت فرق إنقاذ ومساعدات، وعلى رأسهم الجزائر والعراق وإيران وروسيا والإمارات وغيرهم، فيما نقلت سابقاً صحيفة “الوطن” السورية أن عدد من شركات الشحن امتنعت عن الهبوط في المطارات السورية خوفاً من العقوبات الأمريكية.