ارتفع عدد الشهداء في غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 323 يوماً إلى أكثر من 40 ألف و300 شهيد.
ووفقاً للصحة الفلسطينية فإن عدد الشهداء ارتفع إلى 40 ألف و334 شهيداً، والمصابين إلى 93 ألف و356 مصاباً.
وذكرت الصحة الفلسطينية أن الاحتلال ارتكب 5 مجازر في القطاع خلال الساعات الـ 24 الماضية، راح ضحيتها 69 شهيداً و212 مصاب.
وأشارت إلى أنّ عدداً من الضحايا ما زال تحت الركام وفي الطرق، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وحذرت الصحة الفلسطينية من توقف الخدمات العلاجية بشكل كامل بالمستشفيات ما يهدد حياة المرضى والمصابين جراء نقص الأدوية والمستلزمات الطبية في ظل الحرب وإغلاق الاحتلال للمعابر، لافتة إلى أن 60 بالمئة من قائمة الأدوية الأساسية و83 بالمئة من المستهلكات الطبية نفدت من مستودعات الوزارة.
بدوره، أصدر الدفاع المدني في قطاع غزّة بياناً قال فيه: “مع بداية الاجتياح الإسرائيلي البري، لقطاع غزة، مطلع تشرين الثاني الماضي، دفع الاحتلال مئات آلاف المواطنين المدنيين في شمال القطاع للنزوح إلى المناطق الجنوبية، بادعائه أنها مناطق إنسانية آمنة”، مضيفاً: “المساحة الآمنة كانت تبلغ 230 كلم أي 63% من مساحة قطاع غزة، وتشمل أراضي زراعية ومرافق تجارية واقتصادية وخدماتية تصل مساحتها إلى 120 كلم، ومع كانون الأول من العام نفسه، عند اجتياحه محافظة خان يونس قلص الاحتلال الإسرائيلي تلك المناطق لتصل إلى 140 كلم بما نسبته 38.3% من إجمالي مساحة القطاع، واستمرت سياسة الاحتلال في تقليص المساحة الآمنة مع اجتياحه محافظة رفح لتصل إلى 79 كلم أي ما نسبته 20% من مساحة القطاع، إلا أنها بقيت أيضاً تشمل أراضي زراعية ومرافق خدماتية وتجارية واقتصادية”.
وتابع بيان الدفع المدني: “خلال شهر آب الجاري، فتقلصت تلك المساحة أكثر، حتى بلغت 35 كلم بما يعادل 9.5% من إجمالي مساحة القطاع، شملت تقريباً 3.5% منها، فقط، مساحات زراعية وخدماتية وتجارية”.
وكانت بلدية دير البلح حذرت في تصريحاتٍ سابقة لرئيس لجنة الطوارئ فيها، إسماعيل صرصور، أن تقليص مساحة “المنطقة الإنسانية” في الجنوب، من 30 كيلومتراً إلى 20، يرفع عدد النازحين في دير البلح إلى ما يقارب المليون نازح، ما يؤدي إلى “ازدحامٍ رهيب وتكدس مخيف للأهالي في شريطٍ ضيق في ظل الحر الشديد”، لافتةً إلى أنّ ذلك الازدحام سيُنتج أمراضاً وأوبئة في صفوف النازحين، بحسب “الميادين”.
من جانبها، أكدت الأمم المتحدة أن 90% من سكان غزة، البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، شرّدتهم الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 تشرين الأول الماضي.
ونقلت وكالة “أسوشسيتد برس” عن الأمم المتحدة توضيحها أن ما لا يقل عن 84% من مساحة قطاع غزة أصبحت ضمن منطقة الإخلاء “الإسرائيلية”، مؤكدة أن لا مكان آمن في القطاع حالياَ.
وأكدت أن أوامر الإخلاء “الإسرائيلية” تحشر الفلسطينيين في منطقة إنسانية محدودة يشح فيها الغذاء والمياه.
من جهة ثانية، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” فيليب لازاريني: “إن تأخير تحقيق هدنة إنسانية بقطاع غزة سيزيد من خطر انتشار مرض شلل الأطفال”، مضيفاً: “الأونروا ستباشر تلقيح الأطفال ضد شلل الأطفال بدءاً من نهاية آب الحالي”.
وتحدث لازاريني عن تأكيد منظمة الصحة العالمية إصابة طفل رضيع يبلغ 10 أشهر في غزة بالشلل بسبب مرض شلل الأطفال، موضحاً أن تلك الحالة هي “الأولى (في القطاع) منذ أكثر من 25 عاما”، مؤكداً أن “جلب اللقاحات إلى غزة غير كاف، ولكي يكون للقاحات تأثير يجب أن تنتهي بأفواه كل طفل دون سن العاشرة”، مشيراً إلى أن “الفرق الطبية التابعة للأونروا ستقدم اللقاحات في عياداتها وعبر فرقها الصحية المتنقلة في القطاع”.
وفي 17 آب الجاري أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية تسجيل أول إصابة مؤكدة بشلل الأطفال في قطاع غزة، لافتة إلى أن الحالة سُجلت في مدينة دير البلح وسط القطاع “لطفل يبلغ 10 شهور لم يتلق أي جرعة تحصين ضد شلل الأطفال”.
يذكر أن المرض المذكور أعلاه يصيب الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى، فيما تؤدي حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال، ويلاقي ما يراوح بين 5 و10 بالمئة من المصابين بالشلل حتفهم بسبب توقّف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها، وفق منظمة الصحة العالمية.