أثر برس

مهرجان “رمان السوسة” الثاني.. 10 آلاف طن سنوياً من قرية منسية

by Athr Press G

خاص|| أثر برس أطلقت فعاليات أهلية “مهرجان الرمان” بنسخته الثانية في بلدة “السوسة”، التي تحتلها “قوات سوريا الديمقراطية”، بريف دير الزور الشرقي، لعرض منتجات الرمان كـ “الثمار – العصير – الدبس”، بمشاركة فاعلة من المزارعين لترويج منتجاتهم في ظل تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية في المنطقة.

تُنتج “السوسة” لوحدها ما يقارب 10 آلاف طن من الرمان، سنوياً بفعل وجود 3000 دونم من البساتين المزروعة بما يقارب 150 ألف شجرة رمان في الحد الأدنى، إذ لا توجد إحصائية دقيقة لعدد الأشجار المنتجة حالياً، ولا لعدد الأشجار التي تضررت بفعل القصف الجوي الذي شهدته القرية قبل أن تسيطر عليها “قسد” في العام 2019، حيث يقول فلاحون لـ”أثر” إن نحو 5000 شجرة احترقت أو تضررت نتيجة لمرور المصفحات والعربات المدرعة التابعة لـ “قسد” في الأراضي الزراعة خلال قتالها لـ “داعش”، آنذاك.

تتم سقاية الأشجار بطريقة “الغمر”، والتي تحتاج لكميات من المياه يعتمد الفلاحون في تأمينها على الاستجرار من نهر الفرات عبر قنوات الرّي التي تضررت كثيراً بفعل الحرب، كما أن أسعار المحروقات وارتفاع أسعار المبيدات والأسمدة وعدم توفرها يلعب دوراً أساسياً في رفع تكاليف الإنتاج، ويضاف إلى ذلك صعوبة نقل الموسم في ظل الواقع المعمول به في المنطقة بسبب ممارسات “قسد”.

يعد “الدبس” المنتج من “رمان السوسة“، الأفضل من نوعه في سوريا، نتيجة لوصول نسبة الحموضة فيه لـ 50 بالمئة، وعدم استخدام مواد حافظة في إنتاجه، إضافة لعدم تعرضه للأكسدة أو التلف، وهو ذو لون وردي ناتج عن اللون الأحمر المميز لثمار الرمان المقطوفة من بساتين السوسة ذائعة الصيت في المنطقة الشرقية من سوريا، والتي تتميز بكبر حجم الثمرة ولونها الأحمر ومذاقها الحلو.

مهرجان "رمان السوسة"

مهرجان “رمان السوسة”

تنتج الشجرة في السوسة حوالي 75 كغ من الرمان خلال الموسم، وبعد العصر يتم غلي المستخلص وتكثيفه لتنتج كل 10 كغ من “عصير الرمان”، 1 كغ من الدبس، وتتم عملية زيادة المساحات المزروعة بالرمان من خلال “العُقُل”، التي تؤخذ من الأشجار بطول 50 سم وسماكة لا تزيد عن 1 سم، ويتم تجذيرها وغرسها بتباعد يتراوح بين 1 – 2٢ م.

الرمان في ريف دير الزور الشرقي مذكور في عدد من المصادر التاريخية القديمة، إذ أظهرت عمليات التنقيب التي أجريت قبل الحرب في “تل الحريري”، التابع لـ “مملكة ماري”، رسوماً جدارية في قصر الملك “زمري ليم”، والتي تعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد، وجود شجرة الرمان كإحدى الأساسيات في عملية تنصيب الملك ما يدل على الأهمية الكبرى التي كانت تتمتع بها شجرة الرمان في “مجتمع ماري”.

اقرأ أيضاً