خاص|| أثر برس يتساءل عدد من الأهالي في محافظة ريف دمشق، عن مدى تحقيق الأهداف المرجوة من المبادرات الخيرية التي شهدتها معظم مناطق المحافظة، وعلى مدار أيام شهر رمضان الكريم، فهل وصلت لمستحقيها أم أنها كانت مجرد استعراض؟
إذ كان يتم وبشكل يومي إقامة موائد إفطار، تنوعت محتوياتها ومكوناتها بمختلف أصناف الأطعمة والمشروبات، والحلويات، وذلك عبر مبادرات خيرية، وكان يشارك بالإفطار عدة جهات، سواء من المحافظة أو الشؤون الإجتماعية والعمل، أو القائمين على المجالس المحلية، ووجهاء من أهالي كل منطقة وعدد من المدعوين من فئات المجتمع.
المبادرات لم تقتصر على الطعام، بل تعدت ذلك إلى تقديم سلل غذائية، وكوبونات لصرفها، بالإضافة إلى مبالغ مالية كإعانات للمحتاجين، وذلك في ظل الظروف المعيشية الصعبة.
الكيل بمكيالين:
أهالي من مدن وبلدات عدة في محافظة ريف دمشق منها الكسوة، التل، دير قانون، صحنايا وأشرفيتها، جديدة الوادي وغيرها، أكدوا لـ “أثر” أنهم وبالرغم من حالة العوز التي يعيشونها لم يتمكنوا من الحصول على أي وجبة إفطار، كما لم يصلهم أي نوع من السلل الغذائية أو غير الغذائية، إنما كانوا يسمعون (مجرد سمع) عن إقامة حملات الإفطار دون رؤية شيء منها، مستغربين كيف يتم الإعلان عن إقامة مثل هذه الحملات، وأنها تستهدف الأسر الفقيرة، بينما الذين يتواجدون معظمهم من الأسر المقتدرة.
فيما لفت عدد من القاطنين في مدينة جرمانا لـ “أثر” وجلّهم من الوافدين، أنهم كانوا على أمل بأن يتم تذكّرهم قبل أن يختتم شهر رمضان أيامه، وإلى آخر لحظة بقي الأمل موجوداً، فإن لم يتم دعمهم بوجبات إفطار، فربما يكون هناك سلل تدعمهم أو حتى كوبونات يصرفونها ويحصلون على ما يبتغون، لكن، والحديث لمجموعة من الأهالي، “انتهى شهر رمضان لم نحصل على شيء”.
العم أبو منصور يقطن في جرمانا، اشتكى الحاجة، وأنه لم يكن قادراً على توفير إفطار يومي، لقد كان ينتظر دائماً “الحسنة” من الجيران، لكنه بات يخجل من نفسه، فهو رجل كبير السن وليس بمقدوره العمل.
فيما بينت أم توفيق أنها اضطرت للعمل بتقطيع وفرم الخضراوات وحفر الكوسا ولف ورق العنب، لتحصل على مبلغ يكفي لتشتري الطعام من أجل الإفطار، هؤلاء وغيرهم انتظروا أن تطالهم حملات الإفطار الجماعي، لكن الشهر انتهى دون أن ينالوا شيئاً، متسائلين: إذاً لمن تذهب هذه الموائد، ولما يعلنون أنها مبادرات خيرية هدفها المحتاجين، بينما تصل لغيرهم
المنظمات الدولية أوقفت السلل:
مصدر في محافظة ريف دمشق أكد لـ “أثر” أن المبادرات الخيرية يقيمها المجتمع الأهلي، وليس الجهات الرسمية، ولا يتم التدخل بكيفية تنسيق وتوضيب السلل، إنما يكون هناك مشاركة فقط بالحضور، و بالنسبة للسلل الغذائية، و- الكلام للمصدر – فإن المنظمات الدولية المعنية بذلك أوقفت السلل الغذائية، ولا يوجد إمكانيات لتوزيع سلل محلية، جراء الحصار الذي أسهم بارتفاع الأسعار، كما أنه لا يوجد مخزون كافٍ لذلك.
لينا شلهوب – ريف دمشق