أدانت موسكو “الغارات الإسرائيلية” التي استهدفت مدينة تدمر بمحافظة حمص وسط سوريا، التي تسببت باستشهاد وإصابة العشرات.
وقالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في بيان أُصدر عن الخارجية الروسية أمس الجمعة: “ندين بشدة هذا الهجوم، الذي أفادت السلطات السورية بأنه أسفر عن مقتل 36 شخصاً وإصابة أكثر من 50 آخرين، إضافة إلى تدمير كبير للمباني السكنية”.
وأضافت: “هذا العمل العسكري الإسرائيلي في سوريا، ومعه جميع الهجمات السابقة، يمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة سوريا والمبادئ الأساسية للقانون الدولي”.
كما دعت الخارجية الروسية في بيانها جميع الأطراف المعنية بالتصعيد الإقليمي إلى “الإنصات لصوت العقل والامتناع عن تجاوز حدود السلوك الحضاري القائم على منظومة القيم الإنسانية التي تطورت بحلول القرن الحادي والعشرين”.
وجاء في البيان: “يجب أن نتذكر أن فقدان الاحترام المتبادل تماماً بين دول المنطقة والتصعيد المفرط لحدة الصراع قد يجعل تحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط أمراً صعب المنال”.
واختتمت الوزارة بيانها بالإشارة إلى أن “حدة الصراع المسلح في الشرق الأوسط أدت إلى تدهور قيمة الحياة البشرية، وكذلك إلى تآكل الذاكرة الثقافية والتاريخية”.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد استهدف عدداً من الأبنية في مدينة تدمر، ونقلت الدفاع السورية عن مصدر عسكري تأكيده أن الاستهداف أودى بحياة 36 شخصاً وتسبب بإصابة 50 آخرين، في حصيلة هي الكبرى منذ بدء الغارات “الإسرائيلية” على سوريا.
وكان المدير العام للآثار والمتاحف في سوريا نظير عوض قد قال: “حتى الآن وبحسب تقارير حراس المدينة الأثرية، فإن الأوابد الأثرية لم تتعرّض لأذى مباشر جراء القصف في المدينة السكنية القريبة”، لكن “علينا إجراء مسح ميداني لتأكيد النتائج”، وفق ما نقلته وكالة “فرانس برس”.
وفي 12 تشرين الثاني الجاري، أكد مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف، في لقاء تلفزيوني بثته قناة “روسيا اليوم” أن موسكو ترفض الغارات “الإسرائيلية” التي تستهدف سوريا، مشدداً على أن “كل المسائل يمكن حلّها وفق القنوات الموجودة للتواصل بين عسكريي روسيا الاتحادية وإسرائيل”.
وأضاف: “نتحدث دائماً ونحذّر العسكريين الإسرائيليين من أن هذه الأنشطة يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة للغاية”، موضحاً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد سابقاً في مؤتمر صحافي أنه “كانت هناك ضربة إسرائيلية على إحدى المستودعات الموجودة بالقرب من قاعدتنا الجوية في حميميم نحو كيلومتر أو كيلومتر ونصف من هذه القاعدة الروسية”.
من جانبه، أكد السفير الروسي في الكيان الإسرائيلي أناتولي فيكتوروف، في لقاء صحافي بثته قناة “روسيا 24” في 15 تشرين الأول الفائت، أن بلاده تشعر بالقلق حيال تصرفات الجيش الإسرائيلي في سوريا، ووصف الغارات “الإسرائيلية” على سوريا أعمال “غير متوازنة” معرباً عن “قلق روسيا العميق” من نتائجها.
تشير التقديرات إلى أن موسكو قد يكون لها دور إيجابي في تقليص الغارات “الإسرائيلية” على سوريا، وفي هذا الصدد سبق أن نقل موقع قناة “الحرة” الأمريكية عن محللين وخبراء قولهم: “يمكن القول إن التصعيد الذي يجري في المنطقة قد يخدم مصالح روسيا إذا تمكنت موسكو من استثماره”، مضيفين أن “معظم السيناريوهات تبدو في صالح الروس، من منطلق أنهم يستطيعون تأدية دور الوسيط بين إسرائيل وإيران (بحكم العلاقة)، ويكونون طرفاً ثالثاً بينهما، سيما في منطقة الجنوب السوري”.