يحاول رئيس الحكومة الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو” خلال الآونة الأخيرة إظهار حالة قوة إدارته داخل الكيان الإسرائيلي، وحالة الجهوزية داخل “الجيش الإسرائيلي”، ونيته بتوسيع مطامع كيانه المحتل، من خلال الكثير من الإجراءات والقرارات والتصريحات، كحديثه مجدداً عن نيته بضم غور الأردن إلى فلسطين المحتلة، في حين كشف العديد من المحللين والمسؤولين “الإسرائيليين” عن الواقع الحقيقي الذي يعيشه الكيان الإسرائيلي من خلال وسائل الإعلام.
وفي البداية مع صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية التي نقلت عن ضابط سابق في سلاح الجو الإسرائيلي قوله:
“في حال حدوث أي مواجهة مع أعداء إسرائيل سيتعرض خلاله الكيان لقصف بأكثر من ألف صاروخ في اليوم الواحد، وستتسبب الحرب في مشاهد لم يسبق لها مثيل، وإذا بقي مستوطنو إسرائيل في الملاجئ، فسيكون الضرر الرئيسي للبنية التحتية التي سيستهدفها وابل الصواريخ التي ستطلق”.
وجاء في صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية نقلاً عن مصادر أمنية وصفتها بأنها واسعة الاطلاع قولها:
“تنفيذاً لأعمال وقائية على الحدود الشماليّة لفلسطين المحتلة، من قبل الجيش الإسرائيليّ، من تجريد أحراش، رفع سواتر، وضع عوائق، وشقّ طرقاتٍ خلفيّةٍ تخفي تحرّكات قوّات الأمن عن أهداف الصواريخ المعادية لإسرائيل، إضافة إلى وضع الجيش الإسرائيليّ فيما يُطلَق عليه عسكرياً في الكيان بإجراء معركة دائم تحسباً من هجمات لحزب الله، والأخير، في المقابل يُراقِب، يدرس ويستنتِج العبر ويستخلِص النتائج، لجني ثمن واضح وجلي في حال ارتكبت إسرائيل أيّ خطأ في المستقبل”.
كما نقلت قناة “21” العبرية عن المُحلِّل السياسيّ أمنون أبراموفيتش، قوله:
“إنّه للمرّة الأولى يتحدّث نتنياهو بصدقٍ عن وضع إسرائيل الأمنيّ، وَكَمْ هو صعب، ناقلاً عن مصادر رفيعةٍ في تل أبيب، من المُستويين الأمنيّ والسياسيّ، أنّ وضع إسرائيل اليوم هو كوضعها عشية حرب العام 1973، كما أكّدت مصادره الرفيعة في المنظومة الأمنيّة بالكيان”.
أما صحيفة “الأخبار” اللبنانية فكشفت عن إجراءات أقدم عليها الكيان الإسرائيلي ليوهم وسطه المحيط بأنه يتمتع بقوة جيدة، فنشرت:
“زيّف قسم تجنيد الحريديم (اليهود المتدينين) في جيش العدو الإسرائيلي الأرقام الحقيقية في شأن المجنّدين الفعليين من الشباب الحريديم لديه، طوال سنوات قدّم القسم إحصاءات مضلّلة وكاذبة ظهرت فيها الأرقام أكبر بضعفين أو ثلاثة أضعاف مما هي عليه في الحقيقة.. السبب وراء كلّ هذا التضليل، وفق ما اعترف به المتحدث باسم الجيش أخيراً، هو التغطية على الإخفاق في تحقيق الهدف المطلوب منه تحقيقه في شأن التجنيد”.
“بنيامين نتنياهو” يحاول إظهار قوة الكيان الإسرائيلي ويوجه تهديدات للعديد من الجهات التي أثبتت قوتها في السنوات الأخيرة بمواجهتها لسياسات عدائية أمام دول عظمى، في الوقت الذي يتعرض فيه لعدد من القضايا و تهم الفساد هو وعائلته، لكن يبدو أنه ليس فقط هذه التهم هي التي تعيق دعاية “نتنياهو” لـ”إسرائيل” وإنما ما يكشفه المسؤولون ووسائل الإعلام العبرية عن الواقع الحقيقي الهش الذي يعيشه هذا الكيان تخفي أثر جهود “نتنياهو” وأجندته الدعائية.