أثر برس

نشاط واهتمام أمريكي لافت شمالي شرق سوريا

by Athr Press Z

بالتزامن مع هدوء التصعيد التركي شمالي سوريا، وانخفاض حدة التهديدات بخصوص شن عملية عسكرية، شهدت منطقة شمالي شرق سوريا تحركات عسكرية أمريكية عدة، كتسيير دوريات واجتماعات مع قادة أكراد إلى جانب تحركات أخرى ارتبطت بإعادة الانتشار في بعض المناطق القريبة من مناطق نفوذ روسية أو تركية.

التحركات الأمريكية هذه في لوقت الذي تتوجه فيه الأنظار نتيجة التهديدات التركية بشن عمل عسكري لإبعاد “الوحدات الكردية” التي تعتبر أهم حليف لواشنطن في سوريا، لاقت اهتماماً واسعاً من قبل المحللين وسلطت الضوء من جديد على ملف الوجود الأمريكي في سوريا ومستقبله، حيث نشرت صحيفة ” national interest” البريطانية مقالاً بعنوان “استمرار تدخل واشنطن المريب في سوريا” أشارت فيه إلى أنه “وجود القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا -المنطقة الوحيدة في البلاد التي تحتوي على احتياطيات نفطية كبيرة- لم يكن من قبيل الصدفة وأثار شكوكاً مفهومة حول دوافع واشنطن،علاوة على ذلك، فإن العميل الرئيسي للولايات المتحدة في تلك المنطقة، وهو قوات سوريا الديمقراطية التي تهيمن عليها الوحدات الكردية، هو شيء أقل من نموذج للديمقراطية، كما تعرضت القوات الأمريكية لهجمات متكررة” متابعة أن “الظروف ازدادت خطورة، في تشرين الأول 2022، حيث يضغط القادة الأكراد السوريون من أجل الحصول على دعم عسكري أكبر من الولايات المتحدة، ودعا قائد ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية، إلى منع غزو تركي واسع النطاق لإنهاء سيطرة الأكراد على الأراضي السورية على طول الحدود، كما يقوم البنتاغون بتوسيع دورياته البرية ، مما يخلق خطر حدوث اشتباك مباشر مع القوات التركية” مشيرة إلى أن “الاحتكاكات المتصاعدة مع تركيا فيما يتعلق بسوريا ليست مشكلة صغيرة، لأن إدارة بايدن بحاجة ماسة إلى تعاون أكبر من أنقرة لتنفيذ سياسة الناتو لعزل روسيا رداً على غزو الكرملين لأوكرانيا، فحتى الآن كان موقف تركيا من السياسة تجاه روسيا متناقضاً، ونشأ نزاع جديد مع واشنطن الآن بسبب مغازلة أنقرة المتزايدة لطهران، آخر ما تحتاجه إدارة بايدن هو جولة جديدة من التوترات مع تركيا فيما يتعلق بسوريا”.

وفي هذا الصدد نقلت صحيفة “القدس العربي” عن المستشار السابق في وزارة الخارجية الأمريكية حازم الغبرا، قوله: “قد يكون الانتشار الأمريكي لقطع الطريق على تفاهمات بين أنقرة وموسكو، تخص الوضع العسكري في شمال شرق سوريا، حيث خلال اليومين الأخيرين، نفذت القوات الأمريكية أكثر من إنزال جوي في مناطق سيطرة قسد، ضد أعضاء من تنظيم الدولة، بالتشارك مع قوات قسد، ما يُعطي إشارة على عودة الزخم العسكري في سوريا، وعدم تغير موقف واشنطن الرافض للعملية العسكرية التركية”.

وكذلك صحيفة “الأخبار” اللبنانية، تحدثت عن طبيعة التحركات الأمريكية شمالي شرق سوريا، قائلة: “تُظهر واشنطن اهتماماً كبيراً بالرقة على وجه الخصوص، في ما يبدو محاولة منها لترسيخ الوضع القائم في المحافظة الواقعة قرب الحدود التركية، بهدف إفشال أيّ تطوّر سياسي مستقبلي يؤدّي إلى تغيير خريطة السيطرة القائمة حالياً هناك وفي الإطار نفسه، تشير المصادر إلى أن الولايات المتحدة، وضمن خطّتها لإعادة الانتشار في سوريا، تحاول تنمية نفوذ عربي مُواز لذلك الكردي، سواءً في منطقة التنف التي أعادت هيكلة الفصائل العربية التي تقاتل تحت إمرتها فيها، أو في الرقة، أو حتى في الشمال الشرقي حيث تحاول حشد ما يمكنها من العشائر بهدف تعزيز حضور المكوّن العربي في التشكيلات المتمركزة هناك”.

في الوقت الذي يزداد فيه الحديث عن التحركات الأمريكية شرقي سوريا وتبعات هذا الوجود وأولويته، في السياسة الخارجية الأمريكية، يشير الخبراء إلى أن الأحداث التي تجري على أرض الواقع تلفت إلى أن واشنطن تتجه في تلك المنطقة إلى خطة ترضي من خلالها حلفائها الأتراك وفي الوقت ذاته تحاول الاندماج مع المجتمع المدني في تلك المنطقة أكثر، مع الحفاظ على السيطرة على أغنى المناطق السورية بالثروات النفطية والقمح والقطن وغيرها، الأمر الذي يضمن لها الحفاظ على الوضع الاقتصادي الراهن وحالة اللا استقرار، في مناطق الحكومة السورية وفي البلاد كافة.

أثر برس 

اقرأ أيضاً