أكد مسؤولون أن هجوماً بطائرة مسيرة وقذائف الهاون استهدف القوات الأمريكية بالقرب من التنف بسوريا يوم الأربعاء، كان من الممكن أن يؤدي هذا الحادث بسهولة إلى مقتل جنود أمريكيين، وهنا يجب طرح السؤال المهم: هل يستحق ذلك؟
المقال نشرته صحيفة “نيوزويك” للكاتب “جيف لامير” وترجمه موقع “أثر برس“
منذ بداية تدخل الولايات المتحدة في سوريا، سعت إلى استخدام المتمردين السوريين كقوة على الأرض لمحاربة “داعش” وإعاقة قوات الحكومة السورية، وعندما فشلت هذه المساعي المكلفة، توسع التدخل العسكري الأمريكي ليشمل تقديم المشورة والدعم الناري لقوات سوريا الديمقراطية الكردية (SDF).
منذ ذلك الحين، وعلى الرغم من فقدان “داعش” لآبار النفط وسيطرتها على الأراضي، استمر الوجود الأمريكي في سوريا.
وتوجد في منطقة التنف شرق سوريا ثكنة صغيرة تضم حوالي 200 جندي أمريكي، وقوة من هذا الحجم لديها قدرة محدودة بالتأثير لا بل تشكل هدفاً سهلاً للخصوم وسط الصحراء السورية.
المهمة المعلنة لهذه القوة هي منع ظهور تنظيم “داعش” لكن هدفها الحقيقي هو الحد من الوجود الإيراني في سوريا، ومع ذلك لا تستطيع القوات الأمريكية قطع خطوط الإمداد الإيرانية عن وكلائها في سوريا وسبق أن استهدفت القوات الأمريكية في منطقة التنف بطائرات بدون طيار في عام 2017 كما ضُربت القوات الأمريكية في حقل نفط شمال شرق سوريا في تموز.
ليست إيران اللاعب الأجنبي الوحيد في سوريا أيضاً، الدعم الجوي والناري الروسي للحكومة السورية كبير، وحتى لو تمكنت القوات الأمريكية من ردع السوريين المنهكين في الحرب، فإنها لم تمنع روسيا من توسيع قواتها ونفوذها في البلاد، ويفيد ذلك بعدم وجود فوائد استراتيجية للبقاء، بالمقابل هناك مخاطر واضحة.
حان الوقت أيضاً لمواجهة الواقع: لقد انتصر الأسد في الحرب، هذه ليست معلومات جديدة، يجب على صانعي القرار في الولايات المتحدة التعامل مع الواقع كما هو، وليس كما يرغبون في أن يكون.
نظراً لأن تسليح وتدريب المسلحين المناهضين للحكومة السورية فشل ولا يوجد نية حقيقة النية الأصلية لإرسال قوات أمريكية إلى كافة الأراضي السورية، فإن استحالة الإطاحة بالأسد تعني عودة القوات الأمريكية إلى الوطن.
الرهانات في سوريا لا تستحق موت أمريكيين على أرضها، ويمكن أن يكون هجوم الأربعاء بطائرة بدون طيار مقدمة لهجمات أكثر فتكاً.
وبدلاً من تقديم اعتذارات عن مهمة فاشلة بدون هدف محدد، يجب على صانعي القرار الأمريكيين الانسحاب من سوريا قبل أن يتحول فشلهم في سوريا إلى كارثة.
ترجمة: محمد المونس