نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن مصدر مسؤول في الإدارة الأمريكية، تأكيده على أن واشنطن قررت في هذه المرحلة أن تغيّر توجهاتها في سوريا والابتعاد عن فكرة الحصول على تنازلات من الدولة السورية، والتركيز على ملفات أخرى.
وأكد المصدر الذي رفض الكشف عن هويته أنه “من الواضح أن الدولة السورية استطاعت النجاة والعقوبات أسفرت عن تنازلات قليلة، لذلك فضلت الإدارة الأمريكية التركيز على قضايا أخرى، بما في ذلك مكافحة جائحة فيروس كورونا، وتخفيف المعاناة الاقتصادية في الولايات المتحدة والمنطقة والحد من النفوذ الإيراني”.
وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة ترغب في إتمام صفقة الغاز التي لا تزال تفاصيلها قيد الإعداد، حيث من المفترض أن ينقل خط الغاز العربي، الغاز المصري من الأردن عبر سوريا إلى لبنان.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الأسابيع القليلة الماضية كانت جيدة للحكومة السورية بعد 10 سنوات من حرب، ويقول التقرير: “إن القوى الدولية تخلت عن السعي لتحقيق السلام في سوريا من خلال الدبلوماسية، وهناك اعتراف بأن 10 سنوات من الحرب والعقوبات ومحادثات السلام قد فشلت في الحصول على تنازلات من الحكومة السورية”، مشيراً إلى أن دول الخليج التي وصفها بـ “الثرية” أنهت معارضتها للحكومة السورية بهدف الحصول على فرص استثمارية في سوريا، بعد أن ظلت لسنوات تمول المجموعات المسلحة.
وأوضحت الصحيفة أن تحركات جيران سوريا للتقرب من الحكومة السورية “تعكس تآكل الشعور بضرورة نبذه، والرغبة في التركيز على العديد من المشاكل الأخرى في المنطقة”.
يشار إلى أن سوريا شهدت خلال الأسابيع الفائتة تحركات سياسية واقتصادية لافتة، فالوزراء السوريون باتوا مشغولين بلقاءات مع وفود عربية على أعلى مستويات لمناقشة مشاريع اقتصادية والاستماع إلى مواقف سياسية مغايرة للمواقف التي كانت تُسمع قبل 10 أعوام.