على وقع المحاولات السعودية لتغيير صورة المملكة لدى الغرب، ذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية أن الغرب وجّه صفعة جديدة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وذلك عقب سحب كبرى الشركات الأمريكية استثماراتها من السعودية، وقبلها الإدانة التي وجّهها الاتحاد الأوروبي للرياض بسبب انتهاكات حقوق الإنسان ومقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وأوضح تسفي باريل، في مقال تحليلي له بالصحيفة، أن ابن سلمان يواجه أوقاتاً عصيبة في كل زاوية، فقد أعلنت وكالة المواهب الأمريكية “وليام موريس إنديفور” إسترجاع استثمار من السعودية بقيمة 400 مليون دولار، كان من شأنه أن يوسع نطاق عمل الوكالة بشكل كبير ويخلق مصدراً جديداً للدخل في المملكة في إطار سعيها لتنويع مصادر الدخل.
وفي الأسبوع الماضي، وقعت 36 دولة بينها 28 دولة عضوة بالاتحاد الأوروبي على بيان يدين السعودية بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان واعتقال نشطاء وعدم تعاون المملكة مع اللجنة الأممية للتحقيق في جريمة خاشقجي.
ويواجه ابن سلمان، بحسب “هآرتس”، غضباً شديداً من طرف الكونغرس الأمريكي، الذي يبدو أنه نصب فخاً للرئيس دونالد ترامب عندما طالبه بالرد على استفساره بخصوص مسؤولية ابن سلمان عن مقتل خاشقجي، ورغم انتهاء المهلة التي حددها الكونغرس، فإن ترامب تهرّب من الإجابة وتقديم الرد.
وتهرب ترامب دفع بالسيناتور الجمهوري ماريو روبيو، إلى وصف ابن سلمان بأنه “زعيم عصابة”، بينما اعتبر السيناتور ليندسي غراهام أنه حتى لو قدم ترامب تقريره فلن يكون ذا قيمة.
ويخضع ترامب أيضاً، كما تقول “هآرتس”، لضغوط كبيرة بسبب سياسته المدافعة عن ابن سلمان، فقد عين مؤخراً سفيراً لواشنطن في الرياض وهو الجنرال المتقاعد جون أبي زيد، من قدامى المحاربين وصاحب موهبة عسكرية بارزة، ومن المشاركين في حرب العراق، حيث سيتولى مهمة الحفاظ على العلاقات السعودية-الأمريكية، وأيضاً السيطرة الفعلية على الرياض من خلال كبح يد مشتبه به بجريمة قتل.
يشار إلى أن صحيفة “الغارديان” البريطانية كانت قد أفادت قبل أيام بأن ابن سلمان يعيش صراعاً وخلافات حادّة مع والده الملك سلمان، حيث أكدت الصحيفة أنه يخطط لخلعه، مبينةً أن الابن تحرك خلال سفر والده لحضور القمة العربية الأوروبية في مصر، الشهر الماضي، قبل أن يتحرك فريق المستشارين المقرب من الملك ويبطل حركات ولي العهد، الذي لم يكن ضمن الوفد الرسمي الذي استقبل الملك بعد عودته، ما يعني أن العلاقة ليست على ما يرام.