نفّذ حزب الله في لبنان أمس الأحد، عملية “نوعية” أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من جنود الاحتلال حيث استهدف قاعدة لـ”لواء غولاني” جنوبي حيفا المحتلة، ووصف الاحتلال ما حصل بـ “أصعب حدث أمني منذ بداية الحرب”.
وفي التفاصيل، أطلق حزب الله سرب من المسيّرات الانقضاضية على معسكر تدريب تابع للواء “غولاني” في “بنيامينا”، جنوبي حيفا المحتلة، مؤكداً في بيان أن هذه العملية جاءت “في إطار سلسلة عمليات (خيبر)، وبنداء (لبيك يا نصر الله)، ورداً على الاعتداءات الإسرائيلية وخصوصاً على النويري والبسطة في العاصمة اللبنانية بيروت وسائر المناطق، ورداً على المجازر التي يرتكبها الاحتلال”.
وأقرّ جيش الاحتلال بمقتل 4 جنود على الأقل، بينما نقلت صحيفة “إسرائيل هيوم” عن “نجمة داوود الحمراء” أنّ ثمة 67 مصاباً في هجوم المسيّرة على القاعدة العسكرية في “بنيامينا”.
وقال الجيش “الإسرائيلي”: إن “معظم الجرحى نُقِلوا إلى مركز هيلل يافي الطبي في الخضيرة، ونُقل آخرون إلى مستشفى شيبا في رامات جان، ومستشفى رامبام في حيفا، ومركز رابين الطبي في بيتح تكفا”.
وأوضحت هيئة البث “الإسرائيلية” أنّ المسيّرة التي أصابت القاعدة العسكرية التابعة لـ”غولاني” في جنوبي حيفا تخطّت الدفاعات الجوية، فوصلت من دون أن يتم رصدها أو اكتشافها.
ووصفت وسائل “إعلام إسرائيلية” الحدث بأنه “الأصعب منذ بدء الحرب”، مشيرةً إلى أنّ حزب الله ضرب الجنود عندما اجتمعوا لتناول الطعام في القاعدة العسكرية، مؤكدةً أنه “على علم بأين يضرب ومتى”.
وكشفت وسائل إعلام “إسرائيلية” أنه منذ الساعات الأولى من صباح يوم أمس سقط أكثر من 110 جرحى في صفوف الجيش “الإسرائيلي” في القطاع الشمالي، إثر عمليات حزب الله.
وفي السياق، قال رئيس أركان الجيش “الإسرائيلي” هرتسي هاليفي، اليوم الاثنين، خلال زيارة إلى القاعدة العسكرية التي استهدفها “حزب الله” بمسيرة قرب بنيامينا: “نحن في حالة حرب.. الهجوم خطير ومؤلم”.
وأكدت صحيفة “معاريف” العبرية أن “الهجوم الذي نفذه حزب الله على حيفا يعدّ حدثاً صعباً وكارثياً ومزعجاً وإشكالياً بالنسبة إلى الجيش الإسرائيلي”، مشيرةً إلى أن “إسرائيل لا تملك حالياً نظام اعتراض مخصصاً للتعامل مع الطائرات المسيرة التي يتم إطلاقها على إسرائيل من لبنان وغزة وسوريا والعراق وإيران واليمن”.
وقالت “معاريف”: “إن هذه الحادثة الصعبة في بنيامينا تشكّل مَعلَماً إضافياً في المعركة المستمرة بين إسرائيل وحزب الله”، لافتةً إلى أنها “تؤكد التحديات المعقدة التي تضعها المنظمة أمام منظومات الدفاع الجوي”، متابعة: “إسرائيل مطالبة بالتعامل مع هذا التحدي الإضافي”.
وتابعت الصحيفة العبرية: “فرصة إسقاط المسيرة منخفضة أكثر من إسقاط الصواريخ، لذلك اختار حزب الله هذا السلاح ويجب على الجيش الإسرائيلي أن يتصرف بشكل دفاعي بهدف إسقاط الطائرات المسيرة”.
وبعد ساعات قليلة من استهداف قاعدة “غولاني”، نشر حزب الله بياناً آخر قال فيه: “أطلقنا صلية صاروخية نوعية على مركز التأهيل والصيانة (7200) جنوب حيفا، إن المقاومة الإسلامية ستبقى حاضرة وجاهزة للدفاع عن بلدنا وشعبنا الأبي والمظلوم ولن تتوانى عن القيام بواجبها في ردع العدو والله على كل شيء قدير”، مع الإشارة إلى أن حزب الله أصدر يوم أمس 38 بياناً في إشارة إلى عدد العمليات التي نفذها ضد الاحتلال.
وفجر اليوم الإثنين، وبعد تنفيذ العلمية النوعية، توعد حزب الله “إسرائيل” بمزيد من الهجمات إذا واصلت الاعتداء على لبنان، بعدما شنّ الهجوم بالمسيّرات على قاعدة عسكرية جنوب حيفا، حيث قال في بيان: “المقاومة تعِدُ العدو بأن ما شهده اليوم في جنوب حيفا ما هو إلا اليسير أمام ما ينتظره إذا قرر الاستمرار في الاعتداء على شعبنا”.
وأضاف البيان: “تمادي الاحتلال الإسرائيلي في الاعتداء على أهلنا الشرفاء في كل بقاع لبنان الصامد، سيجعل من حيفا وغير حيفا بالنسبة لصواريخ المقاومة ومسيّراتها، بمثابة كريات شمونة والمطلة وغيرها من المستوطنات الحدودية مع لبنان”، مشيراً إلى التحذير الذي أرفقه ببعض ما عادت وتعود به “طائرات المسيّرة الهدهد” من معلومات عن أهداف عسكرية “إسرائيلية” حساسة ومرافق حيوية “إسرائيلية” في فلسطين المحتلة، وخاصةً في مدينة حيفا المحتلة.
وأكد بيان الحزب أنه “في عمليّة نوعية ومركبّة، أطلقت القوة الصاروخية في المقاومة، عشرات الصواريخ باتجاه أهداف متنوعة في مناطق نهاريا وعكا، بهدف إشغال منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي، وبالتزامن أطلقت القوة الجوية في المقاومة أسراب من مسيّرات متنوعة، بعضها يُستَخدم للمرة الأولى، باتجاه مناطق مختلفة في عكا وحيفا”، مضيفاً: “ونجحت المسيّرات النوعية، من اختراق رادارات الدفاع الجوي الإسرائيلي دون اكتشافها، ووصلت إلى هدفها في معسكر تدريب للواء النخبة “غولاني” في منطقة بنيامينا، وانفجرت في الغرف التي يتواجد فيها العشرات من ضباط وجنود الاحتلال الذين يتحضرون للمشاركة في الاعتداء على لبنان وبينهم ضباط كبار، مما أسفر عن مقتل وجرح العشرات”.
يشار إلى أن قوات الاحتلال تحاول التوغل برياً جنوبي لبنان، منذ 1 تشرين الأول الجاري، إلا أن حزب الله يواصل التصدي لهذه المحاولات، ويجبرهم على التراجع، حيث أصدر الحزب بياناً أمس الأحد قال فيه: “كمن مجاهدو المقاومة الإسلامية لسرية من قوات الاحتلال، حاولت التسلل إلى أطراف بلدة ميس الجبل (عند الـ7:30 مساءً، بتوقيت بيروت والقدس الشريف)، وذلك بعد رصد دقيق لها، وأمطر المجاهدون القوة المتسللة بوابل من القذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة، بحيث دارت اشتباكات عنيفة من المسافة صفر، أوقع فيها حزب الله أفرادها بين قتيل ومصاب، لتنسحب القوة وسط صراخ الجنود وعويلهم”.
كما استهدفت المقاومة تجمعاً لجنود “إسرائيليين” في مرتفع كنعان، في بلدة بليدا، بقذائف المدفعية (عند الـ3:20 من بعد الظهر)، ودبابةً في جنوبي بلدة القوزح، بصاروخ موجّه، ما أدى إلى احتراقها وإيقاع طاقمها بين قتيل ومصاب (عند الـ3:15 من بعد الظهر)، بحسب بيان صادر عن حزب الله.