تستمر محاولات قادة فصائل المعارضة لإنهاء الاقتتال في ريف إدلب، حيث لا تزال الاشتباكات بين “جبهة النصرة” و”جبهة تحرير سوريا” المتشكلة من اندماج “أحرار الشام” وحركة “نور الدين الزنكي” مستمرة، والضحايا مدنيين.
وأفادت وسائل الإعلام المعارضة أن عدد من كبار كل قرية على حدى اصدروا مذكرة تفاهم بين فصائل البلدة نفسها، وذلك من خلال النأي بالنفس عن الاقتتال داخل هذه القرى، ولكن رغم هذا الاتفاق قامت الفصائل باختراق هذه الاتفاقات، من خلال تسيير أرتالهم داخل القرى المحيدة و شن حملات اعتقالات طالت عسكريين ومدنيين.
وأكد الصحفي المعارض أحمد نور أن السياسة التي تتبعها كل قرية في ريف إدلب تعتمد على تحييد أهلها عن الاقتتال الحاصل، لافتاً إلى أن هذه المحاولات أيضاً باءت بالفشل نتيجة اقتحام الفصائل المشاركة في الاقتتال لهذه القرى.
وأشار نور إلى أن القاعدة الشعبية لدى المعارضة في هذه القرى باتت أكثر وعياً من السابق، مما دفعهم إلى الإصرار على تحييد قراهم عن ما يجري بين “جبهة النصرة” و”جبهة تحرير سوريا”.
وأضافت الوسائل المعارضة أن عدداً من المدنيين في منطقة معرة مصرين ومعرزيتا وكفرومة في ريف إدلب الجنوبي دمروا الحواجز في تلك البلدات وأزالوا شعارات الفصائل ليضمنوا عدم سيطرتهم عليها.
وأفاد أحد الناشطين في تلك المنطقة خالد أبو عمر أن لا يوجد أحد من الفصائل يلتزم بآلية الالتزام بوقف الاقتتال.
من جهة أخرى قال أحد قادة الفصائل المدعو عبد الله الشحود في حديث مع قناة “أورينت” المعارضة :”لا أعتقد بأن هذا الاقتتال الأخير سيكون كسابقاته خصوصاً بعد اتحاد عدة فصائل في جبهة تحرير سوريا، حيث أن كل طرف بات يوقن بأن هذه المعركة هي القاضية للطرف الآخر وخصوصاً في ظل شعور هيئة تحرير الشام بالاستهداف كونها رأس الحربة في كل اقتتال بين الفصائل”، مضيفاً أن المعارك ستبقى بين كر وفر وربما تدوم أكثر من المتوقع لأن المعركة غير متكافئة وهي بمثابة مسألة حياة أو موت للجهتين حيث أن هذه المعارك باتت معارك استنزاف للفصيلين، لذلك فإن هذا الاقتتال سينتهي بمذكرة تفاهم ترضي الطرفين أو يبقى التعنت سيد الموقف حتى فناء فصيل من الطرفين.
وتسبب هذا الاقتتال بوقوع العديد من الضحايا المدنيين، بسبب خلافات لها علاقة بالسيطرة على بعض النقاط أو خلافات عائلية دفعت المدنيين إلى الخروج بمظاهرات ضد هذا الاقتتال.