خاص || أثر برس بين مئات المقتنيات الأثرية في منزل جامع التراث جمال مهنا، تجد تلك القطعة وحيدة في زاوية تمتلئ بالقطع الأثرية الصغيرة، يبين لنا أن اسمها “جرار البير”.
عن هذه القطعة تحدث جمال مهنا الذي ينحدر من محافظة السويداء، لـ”أثر برس” قائلاً: “تسمى جرار البير وهذه القطعة هي التي أخذ منها مثل (الحبل عالجرار)، عمرها يزيد عن ١٠٠ عام وهي من مقتنيات الشيخ المرحوم أبو حسن يحيى الخطيب في مدينة شهبا وقدمها لي لثقته أني لن أهملها وكي تبقى إرث ودلالة للأجيال القادمة عن المعاناة التي كان يعانيها الأجداد لتأمين الماء”.
وأاضاف: “آبار المياه في المنطقة الجنوبية وخاصة في الصحراء عميقة جداً، وكان الأجداد يستخرجون الماء منها بواسطة حبل طويل ملفوف على عَجلة خشبية كبيرة، يدعى الجرار، وطرف الحبل مرتبط بدلو ضخم الحجم والطرف الآخر يجره جمل مسافات طويلة حتى يصل إلى فوهـة البئر، حيث يُسْند على مسندٍ خاص (ركوة) لتسهيل صب الماء إلى السقاة، والذين لا يملكون جمالاً فكانوا ينتظرون أحدهـم ليربط الجمل على الساقية، وكان الناس يسألون الواردين من البئر أما زالت البئر مفتوحة فيجيبونهم: لسّه الحبل على الجرار واستخدمت مثلا للكناية عن الاستمرار في الشيء أيا كان”.
وتابع جامع التراث في حديثه: “البديل عن تلك القطعة في وقتنا الحالي هو المضخات الكهربائية ولهذا تم الاستغناء عنها، ولكن تبقى هي ذكرى الأجداد ومعاناتهم اليومية”.
جمانة حمدان – السويداء