يبدو أن أندية الدوري السوري الممتاز بكرة القدم عاقدة العزم على دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية في تغيير المدربين هذا الموسم إن استمرت بالعمل في العقلية التي تعمل بها وعدم الصبر على المدربين وإقالتهم عند أول خسارة أو مطب وعدم منحهم الفرصة لإثبات وجودهم وتقديم أفكارهم للاعبين لتطبيقها في أرض الملعب.
كل ذلك يجعل المدرب السوري يعمل بخوف واضعاً يده على قلبه خوفاً من أي تعثر قد يطيح به وهذا ما يؤثر عليه في عمله أيضاً.
وتغيير المدربين في الأندية السورية أصبح ظاهرة معروفة وقلما نجد نادياً حافظ على مدرب واحد طيلة الموسم، وللأسف هذه الظاهرة ربما أصبحت ثقافة عند بعض الإدارات التي تعمل على تغيير المدربين لتبرير أخطائها أو تقصيرها تجاه فرقها ولإثبات ذاتها أمام جمهورها على أنها تعمل على مبدأ ( أنا أغيّر المدرب إذاً أنا موجود).
27 مدرباً والحبل على الجرار!
27 مدرباً تناوبوا على تدريب 11 فريقاً في الدوري السوري الممتاز حتى الآن ومن المؤكد أن هذه القائمة ستزداد وقد نصل لرقم غير مسبوق يؤكد أن عدم الاستقرار الفني والإداري سبب مهم لضعف المستوى والنتائج.
الطليعة بـ 4 مدربين:
يتصدر لائحة تغيير المدربين فريق الطليعة الذي أشرف على تدريبه هذا الموسم 4 مدربين هم فراس قاشوش وبشار سرور وخالد حوايني ومن ثم فراس قاشوش مرة أخرى والطريف أن الحوايني لم يستمر لأكثر من 72 ساعة.
4 فرق مع 3 مدربين:
جاء بعد الطليعة كلاً من تشرين والوحدة والكرامة والمجد بثلاث تغييرات لكل فريق، فتناوب على تدريب تشرين كلاً من رأفت محمد وهشام كردغلي ومحمد عقيل، والوحدة كلاً من زياد شعبو وعمار الشمالي ووليد الشريف، والمجد كل من هشام شربيني ومحمد خلف ومصعب محمد، والكرامة دربه فواز مندو وأحمد عزام وطارق جبان.
5 فرق مع مدربين حتى الآن:
أما أهلي حلب وحطين والجيش والفتوة وجبلة فقد درب فرقهم مدربين اثنين فقط فأهلي حلب دربه ماهر بحري ومن ثم حسين عفش، وحطين عبد الناصر مكيس وعمار ياسين، والجيش حسين عفش وأيمن الحكيم، والفتوة ضرار رداوي وعمار الشمالي، فيما جبلة دربه علي بركات وخلفه الآن ماهر بحري.
الطفرة هذا الموسم عند الوثبة:
فريق الوثبة حافظ على مدربه فراس قاشوش وهذا ما جعل الفريق في مركز الصدارة حتى الآن.
من يتحمل المسؤولية؟
اختلفت الآراء حول من يتحمل مسؤولية تغيير المدربين، فالبعض حملها للمدرب فيما الآخر يوجه أصبع الاتهام للإدارات، وبين هذا وذاك يغيب منطق العقل في اتخاد القرار وسيطرة التسرع الذي يؤكد بأن ما نسميه الاحتراف في كرتنا غير موجود بشكله الصحيح.
وهذا ما يؤثر على الكرة السورية ويقف حجر عثرة في طريق تطورها وبدلاً من أن تقوم الإدارات بحماية المدربين من الجمهور عند الخسارة تقوم بفعل عكس ذلك خوفاً على نفسها ومصالحها فتنساق مع الجمهور وتنفذ مطالبه وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن الإدارات التي تفعل ذلك بعيدة عن الرياضة وهذا ما لمسناها ببعض الإدارات في رياضتنا فوجدنا أشخاص لايعرفون من الرياضة سوى اسمها أوجدتهم أموالهم وأشياء أخرى في مواقعهم ولم تنفعهم هذه الأموال ولا الأشياء الأخرى في تطوير أنديتهم التي تراجعت بعدما تأمل جمهورها خيراً منها ولكن أملهم خاب.
يجب أن يكون “العقد شريعة المتعاقدين” لكي لا تبقى النتائج سيدة الشروط فعلى الأقل كل نادٍ يجب أن يعطي كل مدرب عدد من المباريات أو فترة زمنية معينة لإثبات ذاته ويكون ذلك مدون في أحد بنود العقد ما يؤمن راحة واستقرار للمدرب لتقديم كل مالديه.
أغلب الأندية التي تحافظ على استقرارها الفني تحقق النتائج وتفوز بالألقاب كما فعل تشرين والجيش والكرامة وأهلي حلب في مواسم سابقة فيما الأندية التي تغير مدربيها باستمرار نجدها دائماً تتخبط في النتائج السلبية، وتتذيل الترتيب، وتكبد خزينتها أموالاً كثيرة بلا أي طائل.
محسن عمران || أثر سبورت