في حال نجاح مشروع الغاز المصري إلى لبنان عبر سوريا، فإن ذلك سيسرع عودة دمشق إلى الجامعة العربية وهو اتجاه أخد بالظهور منذ عامين تقريباً.
المقال للكاتبين إلي بوديه ويوغيف إلباز ونشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية وترجمه موقع “أثر برس“.
انتهكت الولايات المتحدة سياستها الخاصة بالعقوبات على سوريا بعد أن أعطت الضوء الأخضر لمشروع ضخ الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا.
في تشرين الثاني من عام 2011، صوتت معظم الدول الأعضاء في الجامعة العربية على تعليق عضوية سوريا وقطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق، جاء ذلك مع تصاعد الصراع العسكري بين الجيش السوري والجماعات المتمردة التي تلقت دعماً لوجستياً من قطر والسعودية والأردن.
وبعد عقد من الزمن تقريباً، أدرك القادة العرب أن الحرب حُسمت لصالح السلطة وأن مصلحتهم تكمن بالاعتراف بذلك، وبدأت سياسات الرجوع بتغيير الخطاب وإعادة العلاقات بداية من الإمارات والبحرين عام 2018 تلاها زيارات رسمية سعودية وأردنية آخرها زيارة وزير الدفاع السوري إلى عُمان.
ولكن ما أسباب هذه التطورات الأخيرة؟
بداية، ترى الدول العربية أن تعزيز علاقتها مع دمشق سيأتي على حساب علاقتها مع إيران، ويمكن أن تكون لكبح النفوذ التركي في شمال سوريا.
كما أن دمشق مهتمة بمشاركة دول الخليج في تقديم مساهمات بملفي إعادة الإعمار وتحفيز الاقتصاد، وهما ملفان يبدو أنهما بعيدان عن روسيا.
تاريخياً، تعتبر سوريا جزءً من العالم العربي وكانت مهد القومية العربية الحديثة قبل 100 عام، وأسست مع 6 دول عربية أخرى جامعة الدول العربية عام 1945.
وكانت أول دولة عربية تتوحد بشكل كامل مع دولة عربية أخرى عام 1958 تحت مسمى الجمهورية العربية المتحدة.
يتفق اليوم العرب و”إسرائيل” والولايات المتحدة على ضرورة عودة العلاقات العربية مع سوريا، ولكن ستتخذ دمشق كعادتها منذ عام 1979 وتحالفها مع إيران، موقفاً تتبنى فيه سياسة الاستماع للجانبين بأفضل طريقة ممكنة.
كتب الصحافي وكاتب سيرة “حافظ الأسد”، باتريك سيل، عن سوريا في الستينيات: “كل من سيقود الشرق الأوسط يجب أن يسيطر عليها”.
وفي البحث عن السيطرة والقيادة، تواصل سوريا العمل كنقطة محورية للمنافسة بين القوى والجهات الفاعلة في المنطقة بسبب أهميتها الجغرافية الاستراتيجية.