تكثف الولايات المتحدة الأمريكية من إجراءاتها في شمال سوريا لإيجاد حلول تمنع العملية العسكرية التركية على مناطق “قوات سوريا الديمقراطية” حليفتها في شرق الفرات.
فبعد قرار “التحالف الدولي” بتسّيير طلعات جوية على طول الحدود مع تركيا بدل الدوريات المشتركة بين “قوات سوريا الديمقراطية” والقوات الأمريكية ضمن “التحالف”، كشف مصدر كردي لموقع “باسنيوز” الكردي، عن “استراتيجية جديدة” للولايات المتحدة الأمريكية في شمال شرق سوريا، تتمثل بالقيام بترتيبات سياسية جديدة في مناطق نفوذها من خلال تشكيل نظام سياسي جديد يضم كافة القوى السياسية المعارضة والفعاليات الأخرى.
وأضاف المصدر أن أمريكا طلبت من “حزب الاتحاد الديمقراطي” PYD التواصل مع “المجلس الوطني الكردي” المعارض والقوى العربية والسريانية المعارضة من أجل تشكيل نظام سياسي جديد في شمال شرق سوريا.
وبالتوازي مع كل ذلك طلبت الولايات المتحدة من PYD فك ارتباطه بحزب العمال الكردستاني وتغيير عقليته مع القوى السياسية المعارضة له، مما يشير إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى خلق تنظيمات عسكرية لا تعكس الحالة الكردية لاسترضاء تركيا وإنهاء فكرة العمليات العسكرية في شرق الفرات.
وبالتزامن مع الإجراءات الأمريكية في إعادة هيكلة القوى السياسي والعسكرية في المنطقة، تسعى واشنطن إلى إعادة إيجاد المبرر لتواجدها العسكري في المنطقة من خلال غض الطرف عن العمليات العسكرية التي يقوم بها تنظيم “داعش” خلال الفترة الأخيرة والتي أدت إلى سيطرته على عدد من القرى والبلدات في شرق الفرات.
حيث يرى مراقبون بأنه من غير المعقول أن يتمكن التنظيم المحاصر في جيب صغير في شرق الفرات من شن عمليات بهذه القوة دون أن تتمكن طائرات الاستطلاع الأمريكية المتطورة وأجهزتها الاستخباراتية من استدراك الهجوم قبل حدوثه، في حين أشار العديد من الناشطين بأن “قوات سوريا الديمقراطية” قامت الأسبوع الفائت بإخلاء عدد من النقاط للسماح للتنظيم بالتقدم والسيطرة على عدد من البلدات، لتقوم بعد ذلك طائرات “التحالف” بشن غارات جوية على مناطق المدنيين في البلدات التي انطلق منها التنظيم لإظهار أنها تقوم بمحاربته.
وعليه يبدو بأن الولايات المتحدة تسعى لإعادة هيكلة القوى السياسية في شرق الفرات ودمجها بالتشكيلات المعارضة بالتوازي مع إظهار محاربتها لتنظيم “داعش” لتبرير أهمية وجودها وتأجيل العملية التركية، فهل ستتمكن من إقناع تركيا بإنهاء فكرة العملية العسكرية في شرق الفرات؟ أم أنها ستُجبر على تقاسم مناطق نفوذها مع تركيا؟