في وقتٍ أثار فيه انفجار إسطنبول التحليلات المختلفة في الأوساط السياسية، فإن الغموض يكمن في هوية من نفّذ العملية من جهة، وفي مسألة الرد التركي غير المتوقع من جهة أخرى، ولا سيما في ظل عدم إعلان أي جماعة عن مسؤوليتها عن الانفجار، في مقابل عدم تصريح أنقرة بشكل مباشر عن الأسلوب الذي ستتبعه بالرد.
إذ اكتفت أنقرة بتوجيه الاتّهام إلى “قوات سوريا الديمقراطية – قسد” التي يقودها “حزب الاتحاد الديمقراطي – PYD” الذراع السوري لـ “حزب العمال الكردستاني” المصنّف إرهابياً في تركيا ومختلف دول العالم، والتي تدعمه واشنطن.
وعليه، ألمح وزير الداخلية التركية سليمان صويلو إلى احتمال تورّط الولايات المتحدة في الهجوم، وأكّد رفضه تلقي رسالة التّعزية التي أرسلتها السّفارة الأمريكيّة بضحايا التّفجير وشبّه أمريكا في تَصريحٍ لوكالة “رويترز” بالقاتل الذي يمشي في جنازة ضحيّته، وقال: “إن أنقرة تثق بوقوف حزب العمّال الكردستاني وكذلك وحدة حماية الشعب وراء الانفجار، والأخيرة الموجودة في شمال سوريا تحظى بدعم الولايات المتحدة ماليّاً وتسليحياً”.
وعلى الرغم من إشارة معظم التحليلات إلى إن الحادث الأخير يدفع تركيا لشن حرب واسعة على الشمال السوري، ويكون ذلك عبر القصف الجوي، مؤكدين: إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى لزيادة شعبيته قبيل الانتخابات القادمة، فإن صحيفة “رأي اليوم” الإلكترونية اللندنية ترى في تقرير لها: “إن اتّهام صويلو للولايات المتحدة بالتورّط بطريقة مُباشرة أو غير مُباشرة في تفجيرِ إسطنبول كان صائباً”، مؤكدةً: “إنّ الولايات المتحدة هي الرّاعي الأكبر للإرهاب ليس في سوريا والعِراق وليبيا واليمن، وإنّما في تركيا أيضاً”.
وتمنّت الصحيفة لو أن “حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا لم يقع في هذه المصيَدة الأمريكيّة وتبنّى الإرهاب الأمريكي في سوريا”، متابعةً: “إنه لا زالت هُناك فُرصة لإصلاح هذا الخطأ”.
ولم تستبعد الصحيفة “تطبيق اتّفاق أضنة عام 1998 الذي اقترحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كأرضيّةٍ ومفتاح أساسي لعودة العلاقات السوريّة- التركيّة وتحقيق الأمن للبلدين”.
وقال مسؤول تركي أمس الثلاثاء: إن “تركيا تعتزم ملاحقة الأهداف في شمال سوريا بعد أن تكمل العملية ضد مسلحي حزب العمّال الكردستاني في شمال العراق”، بعد وقوع انفجار إسطنبول.
ونقلت وكالة “الأناضول” التركيّة عن وزير العدل بكير بوزدج قوله: “إن الشرطة اعتقلت 50 شخصاً في إطار التحقيق في الانفجار، إذ اعتقلت المشتبه بها في تنفيذ التفجير، وهي امرأة سورية تدعى أحلام البشير، في ساعة مبكرة من صباح أول أمس، في مداهمة لمنزل في إسطنبول.
أثر برس