على الرغم من أن تعيين نائب وزير الخارجية السوري، بشار الجعفري سفيراً لدمشق في موسكو، لم يكن مفاجئاً للأوساط السياسية والإعلامية، إذ جاء ضمن سلسلة تعيينات جديدة تشمل سفراء سوريا في دول عدّة، من بينها البرازيل وفنزويلا وباكستان والبحرين، غير أن تعيين الجعفري تزامن مع المضي في التقارب التركي – السوري، الذي ترعاه موسكو.
ووفقاً لصحيفة “الأخبار” اللبنانية، فإن “اختيار الرجل المعروف بحِنكته وبلاغته وخِبرته الطويلة، يترافق مع دور كبير يُنتظر أن يقوم به في المرحلة القادمة على مستويات عدّة، على رأسها تسريع وتيرة المباحثات السورية – التركية، في وقت لم يتّضح فيه بعد ملامح الخلاصة المبدئية للنقاشات الأمنية بين أنقرة ودمشق، ومدى قابليّة انتقالها إلى المستوى الدبلوماسي”.
ويأتي ذلك في ظلّ الأنباء المتواترة من موسكو عن إمكانية الانتقال إلى خطوة جديدة على خطّ دمشق – أنقرة على مستوى وزيرَي الخارجية هذه المرّة، وفق نائب وزير الخارجية ونائب الرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، الذي أكد أن “الجانب الروسي يشارك بنشاط في حوار مع الشركاء بشأن اقتراح توفير منصّة لاجتماع وزيرَي خارجية سوريا وتركيا”، بحسب ما نقلته وكالة “نوفوستي” الروسيّة.
وسبقت تصريحاتُ بوغدانوف بساعات، أخرى أطلقها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، من العاصمة التشيكية براغ، إذ أعاد إبداء رغبته في لقاء نظيره السوري الرئيس بشار الأسد “عندما يكون الوقت مناسباً”، الأمر الذي عدّه مراقبون تطوراً ملحوظاً في التقارب التركي – السوري.
وعلى حين، ما تزال الأوساط الإعلامية التركية تتحدث عن معوقات حاصلة في مسار هذا التقارب، ترى صحيفة “الأخبار” أن المعطيات على الأرض تؤشّر إلى أن كلّ طرف يعمل حالياً على اتّخاذ خطوات محسوبة، إذ إن الحكومة السورية افتتحت أخيراً مركز تسوية خاصاً بإدلب، كما بدأت عمليات تطبيع الحياة في مناطق في ريف إدلب استعادتها قبل نحو عامَين.
في المقابل، شرعت السلطات التركية في التمهيد لفتح معابر دائمة بين مناطق سيطرة الفصائل ومناطق سيطرة الحكومة السورية، بهدف رفع وتيرة المساعدات الأممية عبر الخطوط (تحت إشراف دمشق) من جهة، وإفساح المجال أمام عودة النازحين واللاجئين من جهة أخرى.
وأمام هذه التعقيدات، يشير محللون إلى أن ملامح التنافس التركي – الأمريكي على “المعارضة السورية” قد ازدادت في الآونة الأخيرة، إذ قابلت واشنطن محاولات أنقرة ترويض المعارضة وتجهيزها لمرحلة انفتاح مقبلة على دمشق، بإعادة تنشيط علاقاتها مع “الائتلاف” المعارض، بالإضافة إلى محاولات اختراق الفصائل المسلّحة التي تسيطر على مناطق في الشمال السوري عبر البوّابة الاقتصادية.
أثر برس