نفى رئيس دائرة زراعة تدمر المهندس أحمد اليوسف لـ “أثر برس” تعرض واحة تدمر للقطع الجائر أو التعدي على أشجارها مؤكداً أنه يسمح للمزارعين وبناءً على طلب رخصة بتقليم وقطع وقلع أشجار الزيتون اليابسة أو المحترقة مع تعهد خطي بزراعة أشجار مناسبة بدلاً عنها عند تأمين مصدر مياه لري الموقع.
وأشار اليوسف إلى أن المزارعين يستفيدون من أخشاب شجر الزيتون في التدفئة، لافتاً إلى أنه لا يُسمح بقطع شجر النخيل إلا في حال كانت ميتة وتتسبب بانتشار حشرات ضارة حيث يقوم المزارع بقطعها وحرقها مباشرة خارج البستان.
وبيّن المهندس اليوسف أن واحة تدمر أملاك خاصة وتحوي أشجار نخيل وزيتون معمرة كانت تُروى قديماً من نبع أفقا، مشيراً إلى أنه في عام 1990 تم حفر بئر مياه لإرواء الواحة بعد جفاف النبع إضافة إلى الآبار الخاصة بالمزارعين مع وجود شبكة كهرباء تغذي منطقة بساتين الواحة.
وأوضح اليوسف أنه في عام 2015 وبعد دخول تنظيم “داعش” إلى منطقة تدمر قام بتهجير جميع السكان وتخريب ونهب آبار المياه والشبكة الكهربائية وقطع الأشجار، كما قام بزراعة الألغام والعبوات الناسفة ونتيجة ذلك أصبحت الأشجار يابسة بسبب عدم تخديمها وهنا أشار اليوسف إلى أن الواحة تعرضت لحريق كبير في الشهر الخامس من عام 2020 أتى على نحو 60% من أشجار النخيل والزيتون.
وبيّن المهندس اليوسف أنه بعد تحرير المنطقة في عام 2017 شهدت البساتين عودة عدد قليل من المزارعين بسبب عدم وجود مصادر للري والخدمات اللازمة، مشيراً إلى أنه حتى تاريخه لا يوجد مصدر مائي لإرواء البساتين إلا كمية قليلة من نبع أفقا مع عودة تدفق المياه فيه، مبيناً أن أشجار الزيتون أصبحت يابسة بالكامل أما أشجار النخيل المتبقية وضعها جيد، حيث أن عودة المياه إلى النبع ساهمت بتحسن وضع أشجار النخيل وأيضاً أشجار الزيتون القريبة منه التي تم تقليمها وأثمرت من جديد، مبيناً أن أشجار الزيتون اليابسة فنياً بحاجة إلى تقليم وقص لتعود إلى الحياة بعد تقديم الخدمات الزراعية.
وأوضح رئيس دائرة زراعة تدمر أنه بلغ إنتاج أشجار النخيل في عام 2021 نحو طن ونصف من البلح ومن المتوقع أن يزيد الإنتاج في عام 2022 مع ازدياد عدد المزارعين العائدين وعودة مياه نبع أفقا، موضحاً أن عدد أشجار النخيل كان يقارب 200 ألف شجرة قبل 2015 منها تعرض للحرق ومنها للموت نتيجة عدم تقديم الرعاية الزراعية، بينما حالياً يوجد نحو 130 ألف شجرة بين صغيرة وكبيرة منها حوالي 60 ألف شجرة وضعها جيد ولكن كلها بحاجة إلى أعمال خدمة وري كي تنمو وتعود إلى نضارتها.
وأكد المهندس اليوسف أن واحة تدمر بحاجة إلى تكاتف جهود كل الجهات المعنية لتعود كما كانت عبر إعادة الشبكة الكهربائية وتشغيل آبار المياه مع حمايتها، وهذا بدوره يؤدي إلى عودة المزارعين والاعتناء ببساتينهم وإحياء الواحة من جديد.
أسامة ديوب – حمص