نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالاً للكاتب “ديفيد إغناطيوس”، يكشف فيه عما جرى في المكالمة الهاتفية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان والتي وعد فيها بالانسحاب من سوريا.
وجاء في المقال:
الفوضى الكاملة، هذا ما يوصف سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذه الأيام، فبعد أن كان من المفروض أن يهدد ترامب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بعدم دخول منطقة شرق الفرات، ولكنه خالف التوقعات وقال له: “أتعرف ماذا، إنها لك، أنا سأغادر”.
الرئيس ترامب اتخذ قراره لأسباب لا تزال غامضة حتى اليوم لبعض مساعديه، وبالرغم من أن الأتراك زعموا للمسؤولين الأمريكيين أن لديهم 50 ألف مسلح تحت سيطرتهم، إلا أن هذا الرقم مبالغ فيه، ويقول المسؤولون إن عدد المسلحين الذين تدعمهم تركيا لا يزيد على 5 آلاف مسلح، ولبعضهم صلات مع متطرفين كـ”جبهة النصرة”.
وتحاول تركيا تسويق فكرة قدرتها على مواجهة تنظيم “داعش” منذ عامين، وواصلت استعراضها حتى الأسبوع الماضي، فحركت القوات التي تدعمها معداتها الثقيلة قرب بلدة منبج لإظهار جاهزيتها، إلا أن قدرات الأتراك ضعيفة لدرجة أنهم طلبوا من الأمريكيين تقديم الدعم اللوجيستي والغطاء الجوي لإنهاء العملية في وسط وادي الفرات، ورفضت الولايات المتحدة مطالب كهذه.
حتى هذا الوقت، فإن 48 دولة ينتمي إليها مسلحو “داعش” رفضت السماح لهم بالعودة، وتضم هذه الدول فرنسا وبريطانيا وبلجيكا ودولا أوروبية أخرى، وتعللت هذه الدول بأعذار مختلفة، مثل أنها لا تملك السلطات القانونية.
وسمحت تركيا للمسلحين الأجانب بالمرور من أراضيها للمشاركة في الحرب السورية التي اندلعت عام 2011، وبسبب ذلك لن يستطيع أردوغان القضاء على التنظيم، فهدفه الأسمى من هذا التدخل، هم أعداءه الأكراد، والذي يواصل وصفهم بـ”الإرهابيين” وليس المتطرفين، وهو ما يؤكد هدف الخفي.