أثر برس

مصادر “أثر”: واشنطن تدفع بـ”هفل الهفل” لقيادة التفاوض بين “قسد” والعشائر العربية

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس كشفت تسريبات خاصة لـ”أثر” عن محاولات تعويم “هفل عبود الهفل” من أبناء قبيلة “العكيدات” وتقديمه لصدارة المشهد في منطقة الجزيرة التي يسيطر عليها “التحالف الدولي” و”قوات سوريا الديمقراطية- قسد”.

وأشارت التسريبات التي حصل عليها “أثر” إلى وجود جهود عمل لتشكيل لجنة تفاوضية خاصة بالمنطقة لتقود التفاوض بين “قسد” والعشائر العربية، ووفق التسريبات ستتم تسمية أعضاء من كل عشيرة لتتمثل باللجنة المذكورة، وهي من ستعتمدها مع المندوب المُكلف بالتفاوض، والذي سيكون “الهفل” من يقودها للتفاوض مع “قسد”.

وفي حديث لـ”أثر” أكد أحد وجوه قبيلة “العكيدات” البارزين ياسين العارف، أن “محاولة استثمار هفل الهفل، غير جديدة، فالأمريكي عمل لإبرازه منذ بدء انتفاضة العشائر أواخر آب الفائت بوصفه مشروعاً تفاوضياً لتهدئة الأوضاع في منطقة الجزيرة، مُستغلةً كونه من بيت مشيخة قبيلة العكيدات”.

وأوضح العارف “أن الهفل لا رصيد له هناك، فهو مغترب منذ تسعينات القرن الماضي وحاصل على الجنسيّة الأمريكية، وهو منفّذ لمشروع أمريكي، زُجّ به في ظل لتلبية رغبة الولايات المتحدة الأمريكية بالتهدئة في الشرق السوري”، مشيراً إلى أن واشنطن تحاول بتوظيف “الهفل” إنهاء “انتفاضة العشائر العربية” ضد “قسد”.

لماذا وجدت واشنطن في الهفل خياراً جيداً؟

“هفل الهفل” هو شخصية مقرّبة من واشنطن وينتمي إلى قبيلة “العكيدات” التي تقود الحراك العشائري في دير الزور، ووفق ما أكده سابقاً أحد مشايخ قبيلة “العكيدات” عبد الكريم الهفل، في حديث لـ”أثر” أن “هفل الهفل شغل عضوية الائتلاف السوري” وحاز الإجازة في الهندسة من إحدى الجامعات الأمريكية ويحمل الجنسيّة الأمريكية منذ العام 1990.

وتزامنت هذه التسريبات، مع حضور “الهفل” مؤتمر لـ”الإدارة الذاتية” عن “العقد الاجتماعي” الذي أقامته “قسد” قبل أيام بمدينة الرقة، ليلتحق به أيضاً “ثامر متعب الشلاش” وهو أحد الشخصيات المعارضة للحكومة السورية منذ بدء الأحداث فيها، ويُقيم في السعودية وهو من قبيلة “البوسرايا”.

وإلى جانب ملف الحراك العشائري ضد “قسد” فإن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول إيجاد حل للانزعاج التركي من الدعم الأمريكي لـ”الوحدات الكردية” شرقي سوريا، فالبتزامن مع التسريبات المرتبطة بمحاولات وضع الهفل ممثلاً عن قبيلة “العكيدات” مع “قسد” لحسم “انتفاضة العشائر العربية”، أجرى “مجلس سوريا الديمقراطي- قسد” -الجناح السياسي لقسد- جملة من التغييرات في هيكليته، إذ ألغى هيئته التنفيذية التي تترأسها القيادية المقربة من الولايات المتحدة “إلهام أحمد”، وتم في المجلس تسمية “محمود المسلط وليلى قرمان” لاستلام مهام الرئاسة المشتركة، بدلاً من “رياض درار وأمينة عمر”، ورجحت مصادر “أثر” أن التغيرات الأخيرة، هي تنفيذ لمخطط أمريكي جديد في المنطقة، يسعى إلى جلب أشخاص عرب يحملون الجنسية الأمريكية مثل “محمود المسلط” في الحسكة و”هفل الهفل” في دير الزور، وفي الوقت نفسه، تكون هذه الشخصيات مقبولة تركياً.

وأوضحت مصدر مطلع لـ”أثر” أن “التغييرات التي طالت الرئاسة المشتركة وإلغاء الهيئة التنفيذية يؤكد وجود صراع بين الأمريكي الساعي إلى توسيع مشاركة العرب سياسياً وعسكرياً لإرضاء تركيا، وبين حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يعد الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، الذي استطاع فرض أحد كوادره في الرئاسة المشتركة”.

لماذا تحاول واشنطن احتواء التهديدات التي تواجه “قسد”؟

تؤكد واشنطن باستمرار أنها لا تستطيع أن تتخلى عن “قسد”، وقال في هذا الصدد مؤخراً آخر سفير أمريكي في دمشق روبرت فورد، في لقاء مع وكالة “الأناضول” التركية: “إن إدارة الرئيس جو بايدن لن تتخلى عن تنظيم واي بي جي/ بي كي كي الذي تعده شريكاً محلياً، فإدارة بايدن مصرة على إبقاء القوات الأمريكية شرقي سوريا وهي محتاجة إلى شريك محلي هناك”.

كما نقلت سابقاً، قناة “العربية” عن مصادرها أنه في الوقت الذي يعرب فيه مسؤولون عسكريون أمريكيون عن قلقهم من تصرفات “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” إزاء المدنيين، يوقنون أنه لا بدائل لديهم في المنطقة، وأن التحالف مع “قسد” كان ناجحاً، ولا يزال جوهرياً.

هجمات العشائر مستمرة:

ما زالت قرى وبلدات الجزيرة بدير الزور تشهد مواجهات شبه يومية بين قوات العشائر و “قسد”، إذ استهدفت قوات العشائر مدرسة الحمد العلي التي تتخذها “قسد” مقراً لها ببلدة “الطيانة”، كما نفّذت قوات العشائر هجوماً آخر استُخدمت فيه الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية استهدف حاجز “قسد” العسكري في قرية “جمة”، ووقوع إصابات بين عناصره، كما وردت أنباء غير مؤكدة عن مقتل قيادي في مجلس “هجين العسكري” يُدعى “فيصل” بعمليّة أمنيّة استهدفته في المدينة المذكورة، وتمكنت قوات العشائر من تدمير آلية لـ”قسد” في منطقة “الخابور” بالريف الشمالي، كما شهدت بلدتا “ذيبان والجرذي” اشتباكات بين الطرفين”.

وتشهد منطقة الجزيرة منذ 27 آب الفائت حراكاً عشائرياً ضد “قسد” وذلك بعدما أقدمت الأخيرة على اعتقال قائد “مجلس دير الزور العسكري” المدعو “أحمد الخبيل- أبو خولة”، وأعلن شيخ قبيلة “العكيدات” مصعب الهفل تشكيل قوة عشائرية تهدف إلى إلغاء سيطرة “قسد” على مناطق الجزيرة العربية، مؤكداً أن هذا الحراك لم يكن من أجل “الخبيل” وإنما “من أجل استعادة حقوق أهالي المحافظة التي سلبتها ما تسمى قسد”، وفي 30 أيلول الفائت أعلن شيخ قبيلة “العكيدات” إبراهيم الهفل، إنشاء تشكيل عسكري جديد ضمن قوات القبائل والعشائر العربية حمل اسم “صقور العشائر”.

عثمان الخلف- دير الزور

اقرأ أيضاً