يدور الحديث حول تشكيل كِيان سوري معارض جديد في واشنطن، بالتزامن مع دعوات “مجلس سوريا الديمقراطية- مسد” المدعوم أمريكياً، لإنشاء “تحالف ديمقراطي وطني يتبنى التعددية السياسية ونظام حكم لا مركزياً يستند للحل السياسي وفق القرار الدولي 2254”.
وفي هذا الصدد، أفادت صحيفة “الأخبار” اللبنانية بأنه عُقد مؤخراً في واشنطن اجتماع هو الأوّل من نوعه لسوريين يحملون الجنسية الأمريكية تحت اسم “مؤتمر الميثاق الوطني السوري”، ونقلت عن المنظمين تأكيدهم على أن الاجتماع عُقد بهدف وضع اللبِنة الأولى لـ “مؤتمر شامل يضمّ كلّ السوريين”، وأشارت “الأخبار” إلى أن هذه الخطوة، في حال استمرارها وتَطوّرها، تعني السعي لتحويل مركز نشاط المعارضة من إسطنبول إلى واشنطن.
وأضافت أنه “يُنتظر في الأيام المقبلة، وعلى هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن ترتفع وتيرة النشاط الأمريكي على الساحة السورية، خصوصاً مع وضع جدول دقيق لتحرّكات ممثّلين عن المعارضة (الائتلاف)، وآخرين عن معارضة واشنطن المحدَثة، وقسم ثالث عن لجان معارِضة تعمل في المجال الإنساني، بهدف إعادة الحدث السوري إلى الواجهة، واستثمار الفعالية العالمية في إطار مضاعفة الضغوط على روسيا، ومحاولة إفشال مسار أستانة”.
وفي سياق مواز، أفادت صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية بأن “مجلس سوريا الديمقراطية- مسد” دعا إلى تشكيل تحالف ديمقراطي وطني يتبنى التعددية السياسية ونظام حكم لا مركزي يستند للحل السياسي وفق القرار الدولي 2254، ونقلت عن رئيس مكتب العلاقات العامة في المجلس حسن محمد علي، تأكيده على أن طرحهم يأتي في إطار توحيد الرؤى والمواقف السورية الوطنية وجهود مستمرة منذ عامين، موضحاً أن “هذه الاجتماعات هي نتاج تراكم لقاءات تشاورية متعددة مع مختلف القوى والشخصيات الوطنية الديمقراطية، ذات خلفيات سياسية ومستقلة وأكاديمية وقوى مجتمع مدني جاءت من الداخل السوري وخارجه”.
وتأتي هذه التحركات الأمريكية، بالتزامن مع الحديث عن تطورات في المحادثات التركية-السورية، الأمر الذي من شأنه ألا يرضي واشنطن، فيما يؤكد الخبراء أن تركيا تحاول الحفاظ على التوازن في علاقاتها مع كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث نقلت “الأخبار” عن مصادرها أن تركيا تحاول خلْق توازن يسمح لها بالاستفادة من المزايا الأمريكية الاقتصادية بما يخفّف من أعباء تَدخّلها في سوريا، من دون أن يؤثّر ذلك على تَحكُّمها المطلق بالمعارضة، أو يشوّش على خطوات تطبيعها مع دمشق، والتي تحاول استثمارها للتخلّص من عبء اللاجئين السوريين، وإبعاد “الخطر الكردي” عن حدودها، بالتزامن مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.