خاص || أثر برس
خروج محافظة إدلب عن سيطرة الدولة السورية في الرابع العشرين من الشهر الثالث عام 2015، كان سبباً رئيسياً في نزوح الآلاف من المواطنين إلى عدد من المحافظات الأخرى، باحثين عن الأمان وعن مكان يحميهم وأطفالهم من خطر الحرب، حيث تشير الإحصاءات إلى أن عدد الوافدين من إدلب تجاوز 23 أبف عائلة موزعة على محافظات حماة وحلب واللاذقية وطرطوس ودمشق.
حياة “ظالمة” وأجار البيوت “الهم الأكبر”
هذا العائلات تعيش حياة إنسانية صعبة نتيجة التهجير الذي استهدف مقومات الحياة لديهم من غلاء أجور المنازل وفقدان مصدر زرقهم وما كانوا يملكون، حيث يقول المواطن زكريا لـ”أثر برس”: “وصلنا لمدينة حماة منذ أربع سنوات لا نملك شيء سوى رحمة الله، والذكريات القاسية التي مررنا بها أثناء خروجنا من إدلب مع دخول المسلحين إليها، وبدأنا حياة جديدة تنقصها كافة المقومات المعيشية البسيطة ونعمل كي نستطيع تأمين الطعام والشراب لا أكثر لعائلتنا”.
بينما تحدث لنا المواطن مصطفى، وهو صاحب معمل للدهان في إدلب سابقاً وفي عيونه دموع الحزن: “فقدت مصدر رزقي ومنزلي في إدلب، وحالياً أستأجر بيت صغير أعيش فيه مع أولادي في مدينة حلب وأعمل على بسطة “قهوة” في إحدى الحدائق كي أتمكن من شراء الطعام لأطفالي في هذه الظروف الصعبة وتأمين أجار المنزل الذي بات الهم الكبير لي ولكافة الأسر المهجرة أيضاً”.
البسمة “سُرقت” والحياة أشبه بالموت
في حين أكدت المواطنة عروبة، وهي موظفة من إدلب ومقيمة في حماة: “البسمة والضحكة سرقت منا منذ خروجنا من إدلب، وبات الهم والمعاناة بديلاً عنهم، لا أملك للعيش حالياً سوى مرتبي الوظيفي وهو 35000 ل.س وأجار المنزل الذي أقطن به 25000 ليرة سورية ولا نعرف كيف تمضي الأيام ونخاف من المرض لعدم مقدرتنا عل شراء الدواء”.
أما المواطن فادي، فشبه الحياة بظل التهجير من منزله ومدينته بأنها “أقرب إلى الموت” لضيق سبل الحياة وصعوبة تأمين مستلزمات أسرته اليومية، وقال: “أعمل صانع في محل لبيع الحلويات بعدما كنت أملك محل في إدلب، وأتقاضى أجرة يومية وأضطر للعمل في أيام العطلة كي أحصل على المزيد من المال لأستطيع توفير أساسيات الحياة لعائلتي وأطفالي”.
محكومون “بالأمل” وحياة “أفضل”
هذا ما أكده المواطن عبيدة المقيم في اللاذقية مع عائلته حيث قال: “نعيش بهذه الظروف الصعبة ولدنيا الأمل بالفرج القريب للعودة إلى منازلنا بعد تأمينها وطرد المسلحين، ومهما تحدثنا عن صعوبة الحياة في الوقت الراهن لا يمكننا التعبير ولو بجزء صغير”.
وبينت المواطنة دعد والتي تعمل معلمة: “ننتظر حياة أفضل وننظر للقادم بالأمل فلا نريد سوى العودة لنعيش في بيوتنا ونعوض 4 سنوات من التهجير والظروف الصعبة التي مررنا بها”.
ما سبق هو واقع الكثيرين من أبناء محافظة إدلب الذي ظلموا في هذه الحرب وخسروا كل شي، لعل الأيام تنصفهم وتعيد ولو جزء صغير من حياتهم الكريمة في ربوع محافظتهم وبيوتهم وأرضهم.
عبد الغني جاروخ – إدلب