أثارت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى لبنان ضجة كبيرة على وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما بعدما طلب بعض اللبنانيين بعودة الانتداب الفرنسي بعد انفجار مرفأ بيروت الأمر الذي أثار غضب الكثير من اللبنانيين، الذين وصفوا هذا الطلب بالغباء، ما دفع العديد من المحللين إلى الحديث عما وراء زيارة ماكرون والتعاطف الذي أبداه للشعب اللبناني.
حيث ورد في صحيفة “رأي اليوم“:
“اللجوء الى الاجنبي ليفرض احتلاله وانتدابه على الدولة والمجتمع يمثل حالة مرضية معقدة في الذات والنفسية الفردية والاجتماعية لا تقل خطورة وسوءاً من وجود سلطة سياسية فاسدة وفاشلة بما تحمله من سوء بل أن تلك الدول أمثال فرنسا في كثير من سياساتها تحافظ على وجود حكام وطبقة سياسية تضمن مصالحها ولو كانت موغلة في قعر الفساد والظلم الاجتماعي كما صرح بذلك ماكرون في مؤتمره الصحفي : فرنسا لا توقع شيك على بياض للبنان”.
وفي “الأخبار” اللبنانية جاء:
“ليس لدى ماكرون ما يعطينا إياه سوى دروس تعكس عقلية فوقية، وتنفع مع أصحاب العقليات الدونية الموجودين بيننا بكثرة، وليس لدى رئيس فرنسا ما يقدمه سوى إعادة تكرار الشروط الغربية الهادفة الى إعادة استعمارنا، ولو برغبة بعضنا وليس لديه ما يمكن القيام به سوى التلويح بالأسوأ، لكن الخطير أن ماكرون يمكنه تعزيز مناخ الفتنة الداخلية، متأملاً خروج الناس تناشده التدخل، كما فعل اللبنانيون مع كل الخارج لكن، إذا اعتقد ماكرون، أو المسؤولون الفرنسيون، أن لبنان لا يزال كما صنعوه هم، فهذا وهم، ولا بد أن يخرج من بيننا من يوقظهم من هذا الحلم البغيض قبل رحلته الثانية مع مطر أيلول!”.
وتحت عنوان “ماكرون في بيروت، فخ الحماسة الزائدة” نشرت “العربي الجديد” اللندنية:
“وصل الرئيس الفرنسي إلى بيروت، وانصرف إلى التعاطي والتصريح بصفته حاكماً محلياً أو صاحب سلطة وصاية، والناس صفقت له، أو صمتت على اعتبار أن الإهانة الكامنة في تصريحاته موجّهة إلى حكام البلد، لا إلى مواطنيه، كما تطرح زيارة ماكرون، وتصريحاته وسلوكه، سجالات يهواها كثيرون: هل نفرح بأن يهين مسؤول أجنبي حكام البلد، لأنهم يستحقون أكثر بكثير من مجرّد الإهانة؟ ولكن ماذا عن نوايا الوصاية التي يحملها خطاب الرجل وسلوكه؟”.
يبدو أن ماكرون كان يهرب من الأزمات السياسية التي تواجهه في بلده التي تشهد الكثير من الاحتجاجات، إضافة إلى سعيه كأسلافه بالحفاظ على آخر نقطة نفوذ سياسي لفرنسا في المنطقة، إلى جانب السعي للظهور كعراب الحل في المرحلة المقبلة ، الأمر الذي دفعه إلى الذهاب إلى بيروت قبل أن تصل طائرات المساعدات الفرنسية التي سبق أن وعد بها، حيث علق الجمهور الفرنسي على هذه الزيارة عبر مواقع التواصل الاجتماعي: “فليبق عندكم وليترشّح للانتخابات!”.