في ظل العقوبات التي تفرضها الولايات المتحد الأمريكية على سوريا والتي تلعب دوراً كبيراً بانتشار الفقر وسوء الأوضاع المعيشية في البلاد بحسب ما تؤكده منظمات حقوقية دولية، طالب وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن أعضاء مجلس الأمن بفتح المزيد من المعابر الحدودية لإيصال المساعدات إلى الشعب السوري في المناطق الخارجية عن سيطرة الدولة.
وجاء ذلك في اجتماع ترأسه بلينكن أمس الاثنين عبر الفيديو لمجلس الأمن حول سوريا، وقال خلال الاجتماع: “الحل الوحيد طويل الأمد لهذه المعاناة هو من خلال تسوية سياسية وحل دائم للنزاع، على النحو المبين في قرار مجلس الأمن الرقم 2254”.
واعتبر بلينكن أن “الطريقة الأكثر فاعلية لتوصيل أكبر قدر من المساعدة لمعظم الناس في الشمال الغربي والشمال الشرقي هي عبر المعابر الحدودية”، مع الإشارة إلى أت الولايات المتحدة سبق أن منعت دخول مساعدات إنسانية إلى قافلة المساعدات الإغاثية المقدمة من الحكومة السورية ومنظمة الهلال الأحمر السوري من الوصول إلى الأهالي في مدينة هجين في ريف دير الزور على الضفة الشرقية لنهر الفرات، وكذلك الأمر في مخيم الركبان على الحدود الأردنية، حيث سبق أن وجهت وزارة الدفاع الروسية اتهاماً مباشراً إلى واشنطن قالت خلاله: “القيادة الإقليمية للجيش الأمريكي ترفض ضمان أمن قوافل المساعدات الإنسانية، وتصر على ضرورة تسليمها للمجموعات المسلحة الموالية لواشنطن في التنف“.
مع الإشارة إلى أن واشنطن تعمل على إيصال المساعدات الإنسانية فقط إلى المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السورية، حيث تشدد الدولة السورية وروسيا باستمرار على ضرورة عدم تسييس ملف المساعدات الإنسانية في سوريا.
وفي مستهل الجلسة قدر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق المعونة الطارئة مارك لوكوك أن “13.4 مليون شخص في كل أنحاء سوريا يحتاجون إلى مساعدات إنسانية”.
وأكد أن المنظمات الإنسانية التي تنسقها الأمم المتحدة تسعى إلى الحصول على ما يقدر بنحو 4.2 مليار دولار أمريكي للاستجابة داخل سوريا، للوصول إلى 12.3 مليون شخص محتاج، علما بأن المطلوب 5.8 مليار دولار أخرى لدعم البلدان التي تستضيف لاجئين سوريين في المنطقة.
وقالت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للطفولة هنرييتا فور: “يحتاج الآن نحو 90 % من الأطفال في كل أنحاء سوريا إلى المساعدة الإنسانية”، موضحة أن “هناك 3.2 مليون طفل داخل سوريا والدول المجاورة ممن لا يذهبون إلى المدرسة” ودعت مجلس الأمن إلى تجديد القرار بشأن المساعدة عبر الحدود.
يشار إلى أنه في الوقت الذي تطالب فيه واشنطن بإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، ترفض رفع العقوبات الأمريكية عن البلاد التي تسببت بأزمة معيشية خانقة للشعب السوري، وفقاً لما أكدته العديد من المنظمات الدولية الحقوقية،