أكد وزير خارجية سلطنة عُمان بدر البوسعيدي، أن واشنطن ودمشق تبادلتا رسائل بشأن مصير الصحفي الأمريكي أوستن تايس، المفقود في سوريا منذ عام 2012، بمساعدة مسقط.
وقال البوسعيدي في لقاءٍ أجراه مع موقع “المونيتور” الأمريكي، إنّ “دور عُمان في المحادثات بين الطرفين ليس حياداً سلبياً، بل بنّاءً وإيجابياً واستباقياً”.
ولم يؤكد وزير الخارجية العُماني أن مسقط استضافت من مثل هذه المحادثات، مشيراً إلى أن واشنطن ودمشق تبادلتا الرسائل بينهما جزئياً، وقال: “نحن نعلم على الأقل أن هناك رسائل ذهاباً وإياباً.. لا أستطيع أن أخبركم أنهم أقرب إلى إيجاد مخرج إلى الآن، لكن العملية بدأت، وآمل أن تستمر”.
وعن عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، أعرب البوسعيدي عن “تفاؤله بأن التقارب العربي مع دمشق يمكن أن يساعد في مواجهة التحديات، بما في ذلك مسألة اللاجئين”، مؤكداً أن “العرب عادوا إلى طاولة المفاوضات لإيجاد صفقة وطريقة أفضل لحل الأزمة السورية”.
ويأتي ذلك بعدما أجرى وزير الخارجية فيصل المقداد اتصال هاتفي في 14 حزيران الجاري، مع نظيره العُماني، أكد الوزيران فيه على استمرار التنسيق والتشاور بشأن القضايا والملفات المختلفة ذات الاهتمام المشترك بين سوريا وسلطنة عُمان، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسميّة (سانا).
وفي أيّار الفائت، نقلت صحيفة “The Cradle” الأمريكية عن مسؤول دبلوماسي رفيع في جامعة الدول العربية -لم يكشف عن هويته- أن “محادثات جرت في العاصمة العمانية مسقط -مدينة المفاوضات السرية- بين واشنطن ودول عدة في غرب آسيا”، مشيراً إلى أن اللقاءات ضمت شخصيات أمنية من البلدين وممثلين عن وزارات الخارجية.
كما نقلت الصحيفة الأمريكية عن مصادر ميدانية تأكيدها أنه في أثناء المحادثات ضغط المسؤولون السوريون ضغطاً أساسياً لانسحاب القوات الأمريكية الكامل من البلاد.
وأشار المصدر الدبلوماسي إلى أنه في محادثات مسقط “أكد المبعوث الأمريكي مراراً وتكراراً أنه يملك معلومات تفيد بأن أوستن تايس ما يزال على قيد الحياة، بينما شدد الوفد السوري على أنه لا يملك معلومات عن تايس”، مؤكداً أن “دمشق أعربت عن استعدادها لبذل كل الجهود الممكنة للكشف عن مصيره”، وفقاً لما نقلته الصحيفة الأمريكية.
وتعدّ سلطنة عُمان من الدول التي لم تقطع علاقاتها مع سوريا منذ 2011 حتى اليوم، حيث أبقت مسقط سفارتها مفتوحة في دمشق على الرغم من تخفيض تمثيلها الدبلوماسي عام 2012، غير أنها أول دولة عربية وخليجية أعادت سفيرها إلى سوريا، في تشرين الأول عام 2020.
كما أدت وساطة رفقة الإمارات بين دمشق والرياض، ساهمت إلى إعادة العلاقات السورية- السعودية، والمضي في عودة سوريا إلى محيطها العربي، واستعادتها لمقعدها في جامعة الدول العربية في 7 أيّار الفائت.
يشار إلى أن ملف الصحفي الأمريكي “أوستن تايس” أُثير في حزيران 2022 عندما التقى الرئيس الأمريكي جو بايدن، والدته، ووعدها بأن إدارته ستعمل كل ما بوسعها لحل هذا الملف.
وتؤكد الدولة السورية باستمرار أنه لا يوجد لديها أي معلومات بشأن الأمريكيين المختفين في سوريا بما فيهم الصحفي تايس، ففي 18 آب الفائت قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس: إن “الإدارة الأمريكية تحاورت مع الدولة السورية مباشرةً لمحاولة إعادة أوستن إلى بلاده، وفي 27 من الشهر نفسه أفادت صحيفة “الشرق الأوسط” بأن “مدير المخابرات ومدير الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم أجرى وساطةً بين دمشق وواشنطن”، لتصدر الخارجية السورية في الوقت نفسه بياناً تؤكد فيه أن “سوريا تنفي أن تكون اختطفت أو أخفت أي مواطنٍ أمريكي دخل إلى أراضيها أو أقام في المناطق التي تخضع لسيادة وسلطة الدولة السورية، وتشدد على حقيقة التزامها المطلق بمبادئ القانون الدولي وبأحكام اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية”.
أثر برس