خاص || أثر برس تصدرت زيارة وزير السياحة السوري، محمد رامي رضوان مارتيني إلى السعودية، وسائل الإعلام، خاصة وأنها أول زيارة رسمية لوزيرٍ أو مسؤول سوري منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ نحو 10 سنوات.
وتحمل الزيارة دون شك رسائل ودلالات عدة، بتبدل ما في الموقف السعودي تجاه سوريا، نحو تطبيع العلاقات بين البلدين، سيما مع تزايد الأنباء مؤخراً حول “التوصل إلى اتفاق بإعادة فتح السفارة السعودية في دمشق، كخطوة أولى لاستعادة العلاقات في المجالات كافّة بين البلدين”، حسب ما نقلته صحيفة “رأي اليوم”.
وفي السياق اعتبر المحلل السياسي د.أسامة دنورة، في حديثٍ لـ “أثر” اليوم الخميس أن “الرسائل الدبلوماسية والسياسية التي تصب في اتجاه عودة بعض الدول العربية لاستعادة علاقاتها الطبيعية مع سوريا، ازدادت في الآونة الأخيرة” ، مضيفاً أن “ما يميز زيارة وزير السياحة السوري إلى السعودية، هو الانتقال لأول مرة من التسريبات حول التواصل السري إلى زيارة رسمية معلنة تدخل ضمن إطارات دبلوماسية الاجتماعات الدولية والإقليمية والمؤتمرات، وأيضاً الانتقال من التواصل على المستوى الاستخباري إلى المستوى الحكومي وهي مرحلة متقدمة في استعادة علاقات طبيعية”.
وحول الموقف الأمريكي في حال توجه السعودية لتطبيع علاقاتها مع سوريا، قال دنورة: إن “الموقف الأمريكي قد يكون متذبذباً وغير نهائي تجاه هذه المساعي العربية لاستعادة العلاقات مع سوريا، فمن وجهة تطلق إدارة بايدن خطاباً لا يختلف كثيراً في سلبيته تجاه سوريا، ومن جهة أخرى تبدو الإدارة ذاتها اقل غلواً في العداء تجاه إيران وسوريا ومحورهما، ويبدو أن المقاربة الأمريكية تجاه سوريا، ورغم خروج بعض المواقف والتصريحات، لم تتخذ بعد صيغة الرؤية الاستراتيجية التي تعتمد بلورتها ربما على العلاقة بباقي الملفات، ولكن بالمجمل الأعم تبدو الظروف أقل تعقيداً من السابق فيما يتعلق باستعادة العلاقات السورية – السعودية”.
وختم المحلل الساسي كلامه، مؤكداً أن إعادة إحياء معادلة سوريا – السعودية، هو اليوم “كما كان دوماً” ضرورة حيوية للبلدين وللعرب والإقليم، فهو ضروري ومحوري للحل في اليمن ولبنان والعراق وليبيا، وحيوي لتدوير الزوايا ما بين السعودية وإيران، كما أنه حيوي في مواجهة “المشروع التركي الإخواني التوسعي” الذي يستهدف العمق العربي في أكثر من ساحة وأكثر من مكان.
من جهتها، المستشارة الخاصة بالرئاسة السورية، بثينة شعبان، قالت لإذاعة “شام إف إم” أمس الأربعاء: “هناك جهود تبذل لعلاقات أفضل بين دمشق والرياض وقد نشهد في قادم الأيام نتائج بهذا الموضوع”، مشددة على أن زيارة وزير السياحة للرياض خطوة إيجابية وقبل سنوات لم تكن ممكنة.
جدير بالذكر أن السعودية قطعت علاقتها مع سوريا بشكل كامل منذ بداية الحرب السورية، وموّلت المعارضة السورية السياسية وبعض المجموعات المسلحة في سوريا.
بتول حسن