أثر برس

وفيات متزايدة في مخيم الهول والأمراض الوبائية تتمدد.. أرقام وتفاصيل مرعبة

by Athr Press G

خاص || أثر برس

أكد مصدر طبي مقرب مما يسمى بـ “الهلال الأحمر الكردي”، وفاة 7 أطفال خلال اليومين الماضيين في مخيم الهول نتيجة لسوء التغذية الشديد، مشيراً إلى أن نحو 450 طفلاً يعانون من سوء التغذية منذ أن تم إجلاءهم مع أسرهم من ريف دير الزور الجنوبي الشرقي إلى المخيم الواقع في ريف الحسكة الشرقي، ليصبح بذلك عدد حالات الوفاة في المخيم 257 بينهم 87 طفلاً.

وبحسب المعلومات التي حصل عليها موقع “أثر برس”، من مصادر خاصة، فإن عدد المصابين بمرض اللاشمانيا المعروف شعبياً باسم “حبة حلب”، وصل إلى 1375 حالة، أنهت مديرية الصحة السورية المرحلة الأولى من علاج 800 منهم، فيما يتلقى البقية العلاج من قبل الفرق الطبية التابعة لعدد من المنظمات الناشطة في المخيم، ومع استمرار الوضع على ما هو عليه في المخيم فإن احتمال ارتفاع عدد الإصابات بهذا المرض الجلدي مرجح وبقوة.

الأمراض الوبائية تشكل التهديد الأكبر أمام المنظمات، فوجود نحو 300 حالة من مرض السل ضمن بقعة جغرافية صغيرة يحصر بها نحو 74 ألف شخص، يساعد على انتشار المرض بشكل أكبر، وقد تسبب السل بوفاة سيدة قبل يومين، فيما تقول المعلومات إن “الهلال الأحمر الكردي”، عالج حالة من مرض “الجمرة الخبيثة”، فيما يخلو المخيم حتى الآن من أمراض “الكوليرا – الملاريا – التيفوئيد”.

وتشهد مشافي الحسكة الخاصة علاج نحو 1400 حالة إصابة حربية على نفقة “منظمة الصحة العالمية”، وبحسب المعلومات التي حصل عليها “أثر برس”، فإن المصابين هم من المدنيين الذين تعرضوا لنيران الغارات الأمريكية التي استهدفت ريف دير الزور الجنوبي الشرقي قبل إعلان “قسد” لسيطرتها الكاملة على الضفة الشرقية لنهر الفرات، كما تم توزيع نحو 450 كرسياً متحركاً على مدنيين تسببت الغارات بإصابتهم بـ “إعاقة دائمة”.

مشكلة مخيم الهول بدأت من المعلومات الخاطئة التي قدمها “التحالف الدولي” حول تقديره لأعداد المدنيين الذين تجمعوا في بلدة “باغوز فوقاني” في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي بفعل المعارك التي شهدتها المنطقة، إذ زعم “التحالف” أن العدد يتراوح ما بين 2500 – 3000 شخص فقط قبل أن يبدأ بعملية الإجلاء، لتقف المنظمات أمام تحد كبير بتأمين متطلبات 63 ألف شخص أضيفوا إلى عدد سكان المخيم الأصلي، وعلى الرغم من محاولة بعض من المنظمات الأممية بشكل مستقل بعيداً عن الضغوط التي تمارسها “قسد”، بهدف تسييس عملية توزيع المساعدات، إلا أن البعض الآخر قد رضخ بالفعل للآلية التي تفرضها الفصائل المسلحة المدعومة من قبل “التحالف الدولي”، الأمر الذي كانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد انتقدته من خلال بيان استغربت فيه تمييز عوائل تنظيم “داعش” في الحصول على المساعدات العاجلة عن المدنيين.

وتقدر مصادر متعددة كلفة إطعام قاطني المخيم بنحو 10 ملايين ليرة سورية يومياً، عدا عن تكاليف الرعاية الطبية والصحية المقدمة للمرضى، وقد تذهب الدول الأوروبية نحو تقديم الدعم المالي لـ “قسد”، عبر المنظمات الأممية للحفاظ على المخيم بشكله الحالي، دون التوجه نحو استعادة مواطنيها، كما أن التقديرات تشير إلى أن الدول الآسيوية لا ترغب بالمطلق باستعادة مواطنيها الذين يشكلون العدد الأكبر من مسلحي تنظيم “داعش” الأجانب، مع التذكير بأن الآسيويين كانوا قد أحرقوا أوراقهم الثبوتية حال دخولهم الأراضي السورية قبل نحو 4 سنوات في خطوة أعلنوا من خلالها الولاء المطلق لقيادة تنظيم “داعش”، كما أن المنحدرين من أقلية “الإيغور” الصينية يشكلون عقدة قانونية بكونهم لا يمتلكون ما يثبت انتمائهم للجنسية الصينية، لكونهم قدموا إلى الأراضي السورية انطلاقاً من “أفغانستان”، التي كانوا يعيشون فيها ضمن مناطق يسيطر عليها تنظيم “القاعدة”، منذ تأسيسه على يد “أسامة بن لادن”، وشريكيه “أيمن الظواهري” و”عبد الله عزام”.

كما أن إدعاء “قسد” بأن غالبية سكان المخيم هم من عوائل تنظيم “داعش”، لتشديد قبضتها الأمنية عليه، للحفاظ على وجود المخيم كـ “وطن بديل” لعوائل مسلحي “داعش”، إلى أن يتم استعادتهم من دولهم الأم، وعلى هذا الأساس ترفض الطلبات المقدمة من قبل المدنيين لمغادرة المخيم والعودة إلى قراهم في ريف دير الزور الشرقي والجنوبي الشرقي، على الرغم من إنها باتت تعتبر وفقاً لمفاهيم “قسد”، نفسها مناطق آمنة، ما يجعل من المخيم ما يشبه المعتقل.

يشار إلى أن استجابة الدول التي ينتمي إليها مسلحو التنظيم لنداءات الصليب الأحمر الدولي لاستعادة مواطنيهم مازالت خجولة للغاية، وعلى الرغم من أن العراق أبدى موافقته على استعادة مواطنيه البالغ عددهم نحو 31 ألفاً، وقيام كل من “السعودية و روسيا” باستعادة كل منهما لـ 3 أطفال فقط، في حين أن السودان استعاد 4 نساء فقط، واستعادت الحكومة الجزائرية 87 شخصاً وفق ماذكرته العديد من وكالات الأنباء الدولية، فيما استعادت كوسوفو خلال اليوم الماضي دفعة أولى من مواطنيها وتتحضر الدفعة الثانية المؤلفة من 37 امرأة مع أطفالهن للمغادرة بعد أن تم نقلهن من “مخيم الهول”، إلى “مخيم عين عيسى” بريف الرقة الشمالي الغربي لينقلن لاحقاً عبر الأراضي التركية إلى وطنهن الأم بمبادرة تضمنها الولايات المتحدة الأمريكية والصليب الأحمر الدولي، وفقا لما أكدته مصادر كردية لـ “أثر برس”.

محمود عبد اللطيف – الحسكة

اقرأ أيضاً