من يتنقل في شوارع العاصمة السورية دمشق قرب “كراج العباسيين”، يشهد خلال الأيام القليلة الماضية تجمع كبير للسكان وخاصةً من يسافر بشكل دائم، ممن ينتظرون فرصة للحصول على مقعد ينقلهم إلى باقي المحافظات والأرياف خارج العاصمة.
ذكر أحد المسافرين، وهو طالب هندسة في جامعة دمشق، أنه يلجأ إلى سيارات “الفان” بعد أن فرضت نفسها في غياب “البولمانات” التي اختفى أثرها خلال الأيام الماضية.
وأضاف طالب الهندسة: لم يبق أمامنا الخيار كركاب إلا أن نلجأ للسيارات الفان، علماً بأن البولمان مريح أكثر للسفر، إذ غالباً ما تنطلق الفانات منذ ساعات الفجر الأولى.
ولم يخرج إلى الآن أي توضيح من وزارة النقل السورية تبين سبب هذا الازدحام، في حين تشهد دمشق منذ أيام خروج أعداد كبيرة من مقاتلي المعارضة مع أسرهم من المدينة باتجاه الشمال، مستعينةً ببولمانات السفر.
جددت السلطات التركية صباح اليوم الخميس، تهديدها بدخول مدينة تل رفعت في ريف حلب الشمالي.
وأشار المتحدث باسم الحكومة التركية “بكر بوذاع” في تصريحات صحفية لوسائل إعلام تركية إلى أن القوات التركية أوشكت على دخول المدينة.
وقال “بوذاغ” حيال القمة الثلاثية في أنقرة: “لن نسمح بمساس تراب ووحدة سوريا أو إجراء تغيير ديموغرافي فيها مبني على المذهبية، وهذا أمر مهم للغاية”.
بالمقابل تحدثت تقارير أممية عن تهجير القوات التركية لأكثر من 48 ألف شخص من مدينة عفرين بعد دخول فصائل معارضة موالية لتركيا إلى المدينة.
في حين تحدث “محمد الحمادين” الناطق الرسمي باسم “الجيش الوطني” العامل تحت مظلة القوات التركية بأن هناك مفاوضات ما زالت تجري على مصير المدينة، من أجل تسليمها وجميع القرى في محيطها إلى القوات التركية، مُرجحاً في الوقت ذاته أنه في الأيام القليلة القادمة ستكون هناك خطوات كبيرة حيال مصير المدينة وما حولها.
ويُعتبر ملف مدينة تل رفعت في ريف حلب الشمالي محط خلاف في الشمال السوري، وهو ما أثار جدلاً واسعاً وغضباً شعبياً في الآونة الأخيرة، إلا أن فصائل المعارضة والسلطات التركية، أكدت في محافل عدة، أنها ستدخل إليها، دون تحديد موعد انطلاق العملية حتى الآن.
يذكر أن القوات التركية بدأت بتاريخ 20/01/2018 عملية عسكرية موسعة على مدينة عفرين السورية بمشاركة فصائل معارضة موالية لها وسط قصف جوي وصاروخي مكثف راح ضحيته عشرات المدنيين بينهم نساء وأطفال وتهجير مئات الآلاف منهم.
استهدفت القوات السورية برمايات مدفعية تجمعات تابعة لـ “جيش العزة” و”الحزب التركستاني” في بلدات “كفر زيتا والزقوم” بريف حماة الشمالي والشمالي الغربي.
ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي قالوا إن الرمايات المذكورة أودت بحياة عدد من مقاتلي الفصائل، فضلاً عن تدمير عربة “بي إم بي” ومدفعي هاون.
وتنتشر في ريف حماة الشمالي مجموعة من الفصائل التي تتلقى دعمها من الجانب التركي، والتي استهدفت على مدى سنوات الحرب السابقة عدد من القرى والبلدات السكنية بريف حماة، الأمر الذي أودى بحياة عدد من المدنيين، جلهم من النساء والأطفال.
حسم البيت الأبيض موضوع بقاء القوات الأمريكية في سوريا، لافتاً إلى أن هذا الأمر سيكون بعدما تتمكن واشنطن من تسليم النقاط الموجودة فيها لقوات معينة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز للصحافيين: “نريد التركيز على نقل المسؤوليات إلى القوات المحلية لضمان عدم عودة ظهور تنظيم داعش، وقد حققنا بعض التقدم”.
وأضافت ساندرز أن “وما إن تزول الحاجة إلى وجود قوات هناك ويصبح بإمكاننا نقل المسؤوليات إلى القوات المحلية يمكن عندها سحب القوات الأمريكية من سوريا”.
وقال البيت الأبيض في بيان نشره سابقاً: “سنستمر في التشاور مع حلفائنا وأصدقائنا بشأن المستقبل”، وفي الوقت ذاته أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ يومين أن “داعش” تحول إلى مجموعات مدمرة قادرة على إلحاق الأذى بعدة دول، كما أشار وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في المؤتمر ذاته إلى أنه لو كان في سوريا تنسيق بين روسيا وأمريكا لانتهت الحرب السورية بوقت أسرع بكثير.
وتزامن هذا التصريح مع محادثة هاتفية بين ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الأربعاء، أكدا فيها على تصميمهما على “مواصلة العمليات ضمن التحالف الدولي في العراق وسوريا ” بحسب وكالة “أ.ف.ب”.
وفي السياق ذاته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر “موسكو الدولي للأمن”: “هناك انطباع بأن الأمريكيين يريدون المحافظة على هذا الوضع السائد الذي يخدم مصالحهم على المستوى الجيوسياسي والعالمي”.
وأضاف: “الهدف الرئيسي للولايات المتحدة في سوريا هو إبقاء الوضع على ما هو عليه لأنه يخدم مصلحتهم من خلال بقاء قواتهم العسكرية في سوريا لأجل غير مسمى باستخدام تبريرات مختلفة”.
وتأتي هذه التصريحات الأمريكية والروسية في ظل الحديث عن تعزيزات عسكرية أمريكية في الشمال السوري الخالي من “داعش”، والتهديد التركي بشن عملية عسكرية تشمل كل من منبج وتل رفعت شمالي البلاد ومحافظة إدلب، إضافة إلى نقل “جيش الإسلام” المدعوم سعودياً إلى مدينة جرابلس شمالي سوريا، الذي تزامن مع تصريح أحد قيادي “قوات سوريا الديمقراطية” عن احتمال استلام كل من السعودية وفرنسا إدارة النقاط التي تسيطر عليها أمريكا.
تجددت مساء أمس الاشتباكات الدائرة بين فصائل معارضة و”جيش خالد ابن الوليد” المبايع لتنظيم “داعش” على أطراف بلدة “الشيخ سعد” في ريف حلب الغربي.
حيث تحدث قائد فصيل “لواء الكرامة” لوكالة “سمارت” المعارضة بأن مسلحين من التنظيم حاولوا التسلل إلى القرية و”حاجز الرباعي” للسيطرة عليهما، حيث دارت اشتباكات عنيفة في المنطقة أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين، دون أن يتمكن التنظيم من تحقيق تقدم هناك لتبقى خارطة السيطرة على ما هي عليه.
يذكر أن بلدات ريف درعا الغربي تشهد حالة من الفلتان الأمني نتيجة عمليات الاغتيال المتبادة بين عناصر التنظيم وفصائل المعارضة كان أغلبها بعبوات ناسفة أدت إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين.
انتهت في العاصمة التركية أنقرة أمس الأربعاء، قمة ثلاثية جمعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيريه الإيراني حسن روحاني والروسي فلاديمير بوتين، وذلك لبحث دعم مسار الحل في سوريا والتوصل لحل سياسي.
ووفقاً للبيان الصادر عن القمة المذكورة، فإن الرؤساء التركي والروسي والإيراني تعهدوا مجدداً بالتعاون من أجل التوصل إلى “وقف دائم لإطلاق النار” في سوريا.
وأفاد موقع “روسيا اليوم” بأنه جرى قبل القمة الثلاثية لقاء ثنائي بين الرئيسن بوتين وروحاني، أشاد الأخير فيه بالتعاون الجيد بين موسكو وطهران بشأن الملف السوري، معرباً عن أمله في أن تؤدي القمة الثلاثية التركية-الروسية-الإيرانية إلى تعزيز السلام في المنطقة.
بالمقابل، طلب روحاني من نظيره التركي أردوغان، “تسليم مدينة عفرين للحكومة السورية”، حسب ما أعلنته وكالة “رويترز”.
من جهته، أكد بوتين في مؤتمر صحفي مع أردوغان أن موسكو تعتزم التعاون مع تركيا بشأن سوريا من أجل “الحفاظ على سيادة هذا البلد والقضاء على الإرهاب”، مشدداً على أنَّ الأكراد جزء من الشعب السوري ولهم حق المشاركة في العملية السياسية.
وجاء في موقع قناة “الحرة” أيضاً، أن أردوغان قال قبيل الاجتماع: “إن الدول الثلاث متفقة بأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع المستمر منذ في سوريا”.
تجدر الإشارة إلى أن القمة الثلاثية المذكورة هي الثانية بين هذه الدول، بشأن سوريا في غضون أشهر، بعد أن استضاف بوتين القمة الأولى في سوتشي في تشرين الثاني من العام الماضي.
في ظل انسحاب فصائل المعارضة من الغوطة الشرقية وانتقالها إلى محافظة إدلب السورية، بعدما سيطرت القوات السور ية على الغوطة، عاد مجلس الأمن الدولي لفتح ملف استخدام الأسلحة الكيميائية من جديد، حيث عقد مساء أمس جلسة لبحث قضية “استخدام الكيماوي من قبل الحكومة السورية ضد المدنيين”.
واتهمت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي مجدداً الحكومة السورية باستخدام الأسلحة الكيميائية باستمرار، وذلك في الذكرى السنوية لحادثة كيماوي خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، حيث أكدت لجان التحقيق الدولية حينها أنه “لا يوجد دليل ثابت لاستخدام الكيماوي من قبل الحكومة السورية”.
وفي السياق ذاته قال وزراء الخارجيات البريطاني بوريس جونسون والفرنسي جان إيف لودريان والألماني هايكو ماس في بيان مشترك: “نتعهد بمحاسبة كل المسؤولين”، ويأتي هذا في ظل حديث فرنسا عن احتمال إرسال قوات عسكرية لها إلى سوريا وفقاً لما أكده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بداية الأسبوع الجاري.
ومن جهته أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نبينزيا “أن استنتاجات آلية التحقيق المشتركة بشأن استخدام الكيميائي في سوريا مسيّسة وتسيء إلى التحقيق الدولي.
ولم تناقش محاور الجلسة الأنباء التي وردت في نهاية عام 2017 عن وكالة “سبوتنيك” الروسية حول نقل مسلحي “جبهة النصرة” لاسطوانات الكلور إلى محافظة إدلب السورية والاستعداد لما أسمته “التمثيلية الكيماوية” مشيرة إلى وجود كاميرات ومايكروفونات لتصوير “المصابين”.
وتشهد هذه الأيام الحديث عن الذكرى السنوية لحادثة الكيماوي في خان شيخون، والتي وجه على إثرها اتهامات للحكومة السورية باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، حيث أشار المحققون الدولييون إلى أنه لا يوجد ما يثبت استخدام الكيماوي من قبل الحكومة السورية، كما أجرى حينها وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم مؤتمراً صحفياً أكد فيه أن الحادثة حصلت قبل بدء العمليات العسكرية من قبل القوات السورية في إدلب بساعتين.
أشارت دراسة جديدة إلى أن الذهاب إلى حفل صاخب يمكن أن يكون أكثر فائدة من أنشطة التي ترتبط بالراحة والرفاهية تقليدياً مثل اليوغا أو المشي.
إذ أجرى الباحثون من جامعة “غولدسميث” اختبارات للمشاركين لقياس الحالة النفسية وحالة القلب، عبر مجموعة من أنشطة الرفاهية، بما في ذلك ممارسة التمارين الرياضية مثل اليوغا وممارسة المشي، بالإضافة إلى المشاركة في حفل.
ووجدت دراسة أجريت بإشراف مؤسسة “O2” أن الرفاهية تزداد بنسبة 21% خلال 20 دقيقة فقط من حضور حفل معين، مقارنة بـ 10% عند ممارسة اليوغا و7% فقط لممارسة رياضة المشي.
كما وجدت نتائج الدراسة أن متابعة الموسيقى الحية لديها أيضاً تأثير لا يصدق على العمر المتوقع، حيث أن الذهاب إلى حفلين فقط كل شهر يزيد من متوسط العمر المتوقع لديك بنحو 9 سنوات.
وكشفت النتائج أن تجربة الحفل زادت من مشاعر المشاركين بـ “تقدير الذات” بنحو 25%، وجعلتهم يشعرون باقترابهم من الآخرين بنسبة 25% أيضاً.
كما عززت المشاركة في الحفل التحفيز الذهني بنسبة 75%، في حين لم يكن لاستماع الموسيقى بشكل منفرد التأثير ذاته.
جدّد مسلحو تنظيم “داعش” البيعة لزعيمهم “أبو بكر البغدادي” في بيعة يُعتقد أنّها أول “تعّهد علني” بالولاء له منذ انهيار التنظيم في سوريا والعراق العام المنصرم.
جاء ذلك في بيان نشرته وكالة “ناشر نيوز” التابعة للتنظيم، مساء الأربعاء، قال مسلحو التنظيم فيه: “إغاظة للكفار وإرهاباً لهم نجدّد بيعتنا لأمير المؤمنين وخليفة المسلمين الشيخ المجاهد أبي بكر البغدادي الحسيني القرشي على السمع والطاعة في المنشط والمكره، والعسر واليسر، وأثرة علينا، وألا ننازع الأمر في أهله إلّا أن نرى كفراً بواحاً” وفق ما ورد.
ومن جانبه قال “هشام الهاشمي”، الذي يقدم المشورة لعدد من الحكومات بما في ذلك حكومة بغداد بشأن التنظيم، لـ “رويترز”: “إنّها أول مبايعة معلنة بالولاء للبغدادي منذ استعادة القوّات العراقية السيطرة على مدينة الموصل في 10 – 7 – 2017، وسقوط مدينة الرقة في 17 – 10 – 2017.” مشيراً إلى أنّ البغدادي، يُعتقد أنّه يختبئ في الصحراء الشاسعة على الحدود العراقيّة السوريّة، وهي المنطقة التي التي تهيمن عليها قوات “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن.
يذكر أن المنطقة المذكورة التي تعتبر منطقة عمليات “التحالف” لم تشهد أي عمليات عسكرية أو غارات جوية منذ أشهر ما سنح الفرصة أمام بقايا تنظيم “داعش” هناك لإعادة ترتيب قواتهم وشن هجمات مباغتة على مدينة البوكمال الواقعة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات بالقرب من من الحدود السورية العراقية.
ويرى مراقبون بأن الولايات المتحدة تحاول الإبقاء على عناصر التنظيم في بعض الجيوب في سوريا لشرعنة وجودها أطول مدة ممكنة في البلاد.